واشنطن بوست: تصاعد الغضب الشعبي في العراق ضد الفساد الممنهج وإفلات المجرمين من العقاب

قالت صحيفة واشنطن بوست إن صيف العراق هذا العام مليء بالأحداث المأساوية بينما يتصاعد الغضب الشعبي ضد الفساد الممنهج وإفلات المجرمين من العقاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن التفجيرات الإرهابية وحرائق المستشفيات التي حصدت أرواح العشرات إضافة إلى سوء الخدمات والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي أدى إلى اندلاع احتجاجات غاضبة بينما يرى العديد من العراقيين أن الفساد الحكومي وسوء الإدارة هما السبب الجذري لمعاناة العراقيين.
وأضافت واشنطن بوست أن التوقعات بمقاطعة الانتخابات المقررة في شهر تشرين المقبل تتزايد في ظل عدم معالجة المظالم الرئيسية للاحتجاجات وعدم تفعيل وعود مكافحة الفساد وعدم اقتناع قطاع واسع من العراقيين بإجراءات حكومة الكاظمي لمكافحة الفساد والحد من تقاسم ثروات العراقيين بين أحزاب السلطة.
ولفتت واشنطن بوست إلى أن أصل الفساد في العراق نابع من ترتيبات تقاسم السلطة بشكل عرقي وطائفي منذ عام 2003 حيث تتعاون الأحزاب السياسية الحاكمة للاستيلاء على المؤسسات الرسمية للحكومة وإضعافها وبذلك أصبحوا أثرياء بشكل هائل على حساب المواطنين.
واضافت واشنطن بوست إلى أن المؤسسات العراقية تعاني بسبب التعيينات الحزبية المعروفة باسم الدرجات الخاصة الذين أصبحوا في الواقع يديرون الوزارات وينفقون أموالها حسبما تأمر أحزابهم , ولذلك يتم التنازل بشكل روتيني عن ملايين الدولارات من الإيرادات الموجهة لميزانية الصحة في البلاد إلى القوى السياسية ومن ثم يفتقر قطاع الرعاية الصحية إلى الخدمات والمعدات اللازمة لمواجهة الحرائق والطوارئ , مشيرة إلى أن هذا المثال يعكس حجم الفساد الممنهج في أعلى مستويات الحكومة والإهمال الذي يؤدي إلى سوء الخدمات وزيادة الوفيات.