30 شهيدا على الأقل بتفجير انتحاري في بغداد عشية عيد الأضحى

استشهد 30 شخصاً على الأقلّ وأصيب نحو 50 آخرين بجروح في تفجير انتحاري استهدف مساء الإثنين، عشيّة عيد الأضحى، سوقاً تجارية بمدينة الصدر المكتظة في شرق بغداد .

وقال مصدر أمني إنّ من بين القتلى سبعة أطفال على الأقلّ، في حصيلة ندّدت بها منظمة اليونيسيف التي قالت في بيان إنّ “هذا الفعل الشنيع، قبيل عيد الأضحى، إنّما هو تذكير مروّع بمدى العنف الذي ما زال الأطفال في العراق يواجهونه”.

– “جريمة بشعة” –

وندّد الرئيس برهم صالح في تغريدة على تويتر بالتفجير، واصفاً إياه بأنه “جريمة بشعة”، ومؤكّداً أنّه “لن يهدأ لنا بال إلا باقتلاع الإرهاب الحاقد الجبان من جذوره”.

وأظهرت مشاهد من موقع الانفجار في سوق الوحيلات حالة من الهلع بين السكان، في حين شاهد مصوّر في وكالة فرانس برس أشلاء الضحايا متناثرة على الأرض والدماء في كلّ مكان وواجهات محال تجارية مدمّرة. 

وصدرت على مواقع التواصل الاجتماعي إثر الهجوم ردود فعل غاضبة فيما تداول عديدون صور نساء يهرعن من المكان وهنّ يحملن أطفالهن. 

– “مستمر بسرقة أرواحنا” –

وكتب الناشط في حزب البيت الوطني العراقي، أحد الأحزاب المنبثقة من تظاهرات تشرين الأول/أكتوبر 2019، علاء ستار في تغريدة إنّ “الإرهاب والفشل الحكومي مستمرّ بسرقة أرواحنا، ولا يوجد عند السلطة إلا التعازي واللجان التحقيقية الفارغة”، وذلك إثر إعلان السلطات عزمها على فتح تحقيق بملابسات التفجير. 

ورغم أن القوات العراقية نجحت في القضاء على التنظيم بعد معارك دامية، إلا أنّ خلايا منه لا تزال تنشط في بعض المناطق البعيدة عن المدن، وتستهدف بين وقت وآخر مواقع عسكرية. ووقعت تفجيرات في بغداد في حزيران/يونيو 2019.

ويأتي هذا التفجير فيما يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في 26 تموز/يوليو الجاري في واشنطن، على وقع محادثات يجريها العراق مع الولايات المتحدة لوضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي التي انتشرت لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في 2014.

– التحالف يعزّي –

وإثر الانفجار، قدّم التحالف الدولي في تغريدة للناطق باسمه واين ماروتو التعازي لأهالي الضحايا “الذين قضوا في الهجوم الإرهابي في بغداد”. 

ويقدّم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، الدعم للقوات العراقية في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية لكنّ البرلمان العراقي صوّت في 5 كانون الثاني/يناير 2020 على خروج قوات التحالف من البلاد.

 ولا يزال نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقية، من بينهم 2500 أميركي، لكنّ تنفيذ انسحابهم قد يستغرق سنوات.

ويترافق ذلك مع تصاعد التوتر في العراق بين مجموعات شيعية موالية لإيران وواشنطن منذ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب قائد قوات الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس قبل سنة ونصف في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد.

واستهدف نحو خمسين هجوماً صاروخيّاً أو بطائرات مسيّرة المصالح الأميركيّة في العراق منذ بداية العام الجاري. وتُنسب هذه الهجمات التي لم تتبنّها أيّ جهة إلى الحشد الشعبي وهو تحالف من فصائل موالية لإيران مندمجة في القوات الحكومية العراقية.

وشنّت الولايات المتحدة من جهتها ضربات في نهاية حزيران/يونيو على مواقع للحشد في العراق وسوريا ما أسفر عن مقتل نحو عشرة في صفوف مقاتلين موالين لإيران. ويثير ذلك مخاوف من اندلاع صراع مفتوح في العراق بين حليفتي بغداد الولايات المتحدة وإيران.