العراقيون ينفقون 10 تريليونات دينار سنوياً على أمبيرات المولدات والكهرباء تطيح برابع وزير

ينفق العراقيون على الاقل 10 تريليونات دينار سنويا لشراء سعات محدودة من الطاقة عبر المولدات الاهلية بسبب النقص الهائل في تجهيز الكهرباء.

واكثر من 10 اضعاف ذلك المبلغ كان قد اهدره 10 وزراء ومسؤولين كبار في الحكومة على ملف الكهرباء منذ 2003، دون تحسن الطاقة في البلاد.

ويهدد مواطنون، مع ارتفاع درجات الحرارة الى نصف درجة الغليان واعلى بدرجتين في الجنوب، بتوسيع الاحتجاجات على سوء تجهيز الكهرباء.

واعلن وزير الكهرباء ماجد حنتوش مساء الثلاثاء، تقديم استقالته، ليكون رابع وزير كهرباء يترك الحكومة بسبب ازمة توفير الطاقة في الـ17 سنة الاخيرة.

ولاحقت تهم الفساد واهدار الاموال كل وزراء الكهرباء ومساعدي رؤساء الحكومات في ملف الطاقة.

وكان عجز توفير الطاقة سببا مباشرا في اطلاق اكبر احتجاجين شعبيين في العراق في 2015 و2018، واحد اسباب اندلاع تظاهرات تشرين 2019.

لقطة من بروكسل

العراقيون على منصات التواصل الاجتماعي، انتقدوا ما اسموه تهكما بـ”فرار الكاظمي” رئيس الوزراء، من الحر، وتركهم “يغلون” بدون كهرباء.

ووصل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي مساء الاثنين الى العاصمة البلجيكية بروكسل في مستهل جولة مباحثات اوروبية.

وتناقل عراقيون صورة تظهر الكاظمي وهو ينزل من الطائرة ويمسك له احد مرافقيه مظلة بسبب الامطار ودرجات حرارة اقل من 15 مئوية.

ويعتمد السكان منذ 2003 على المولدات الاهلية، حيث تنفق كل عائلة على الاقل مليون و200 الف دينار شهريا لشراء “امبيرات” من تلك المولدات.

وبحسب بعض التقديرات ان هناك اكثر من 150 الف مولدة كهرباء في العراق لتغذية الاحياء السكنية والمحال التجارية، تتجاوز ارباحها الشهرية الـ3 ملايين دينار للمولدة الواحدة.

وكانت لجنة تحقيقية برلمانية قد اعلنت في وقت سابق، إنفاق 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء في العراق منذ عام 2005.

صعق الكهرباء!

وتسبب انخفاض ساعات تجهيز الكهرباء في الاسبوعين الاخيرين بأن تلاحق قوات امنية متظاهرين في واسط، وتعذب متظاهر بالصعق، خلال تظاهرات منددة بسوء تجهيز الطاقة.

وأعلن محافظ واسط محمد جميل المياحي، امس الاربعاء، سحب القطعات العسكرية من العزيزية وتنحية قائممقام المدينة، على خلفية الاحتجاجات التي انطلقت بشأن سوء خدمات الكهرباء.

وأكد المياحي في مؤتمر صحفي، “سحب القطعات العسكرية التي وصلت قضاء العزيزية، ودعوة شيوخ وأبناء العشائر لحماية المنشآت الحكومية”.

وقال إن “هناك معلومات مؤكدة بوجود أيادي خبيثة تسعى للإساءة للمتظاهرين ومطالبهم المشروعة”.

وبحسب شهادت سكان العزيزية في اتصال مع (المدى) ان القوات الامنية كانت قد نفذت “حملات اعتقال ضد من شارك بالتظاهرات”.

وبين المحافظ أنه تم “إعطاء اجازة مفتوحة لقائممقام العزيزية، وتكليف مدير ناحية الدبوني بإدارة القضاء”، مشيرا الى أنه تم “تشكيل لجنة عليا للتحقيق والتعمق في الأحداث الجارية”.

وأضاف أن “حكومة واسط المحلية متضامنة مع أبناء المحافظة في اعتصامهم المفتوح أمام محطة كهرباء الزبيدية الحرارية للمطالبة بحصة واسط الكاملة من الكهرباء، ورفع المناولات تحت التردد”.

وحمل المحافظ “وزراة الكهرباء مسؤولية أية تداعيات قد تحدث خلال الأيام المقبلة”.

وكانت مقاطع فيديو من محافظة واسط قد أظهرت القوات الأمنية وهي تنهال بالضرب على اكثر من متظاهر، بشكل جماعي اثناء احتجاجات على سوء تجهيز الكهرباء.

واظهر احد المقاطع، القوات الامنية وهي تستخدم الآلات كهربائية لصعق متظاهر كان من بين المحتجين المطالبين بتحسين الكهرباء في العزيزية.

وفي وسط مشاهد الاحتجاجات اعلن مكتب وزير الكهرباء ماجد حنتوش، مساء الثلاثاء، تقديم الاخير لاستقالته، بعد يومين فقط من مطالبة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الوزير بالاستقالة.

إيران في البصرة!

ويقول احمد المالكي، احد المتظاهرين في ازمة الكهرباء، حيث ترتفع درجات الحرارة هناك لنحو 52 مئوية ان “اقالة الوزير لوحدها غير مفيدة، نريد ان نجد حلولا جذرية”.

وتسببت ازمة الكهرباء المستمرة منذ 2003، بإقالة واستقالة 3 وزراء سابقين (من اصل 8)، وهم كريم وحيد، رعد شلال، وقاسم الفهداوي.

وكان الوزراء الثمانية ومعهم نواب رؤساء الحكومات المسؤولين عن ملف الطاقة (حسين الشهرستاني، وثامر الغضبان)، قد واجهوا جميعهم تهما تتعلق بالفساد في ملف الطاقة.

ويضيف المالكي :”نعرف ان هناك دولا اقليمية مثل ايران تتدخل في ملف الكهرباء وتمنع ان تتحسن الطاقة بسبب استيراد العراق الغاز من طهران”.

وفي خضم الازمة، قامت ايران امس، بايقاف خطوط إمداد الكهرباء إلى العراق بشكل تام، بحسب وكالات غربية.

ويحتاج العراق الى 27 الف ميغاواط لتوفير الطاقة الكهربائية 24 ساعة يومياً، فيما يستورد 1200 ميغاواط من الطاقة.

واقالت “أسو شيتد برس” إن “إيران أوقفت إمداداتها الحيوية من الطاقة إلى العراق، مما غذى المخاوف من اندلاع احتجاجات وسط حالة من عدم الاستقرار”.

وأضافت، أنّ “إيران التي تعاني من ضائقة مالية ضغطت على الحكومة العراقية للإفراج عن الديون المتأخرة، في ظل درجات الحرارة الحارقة، وقبل الانتخابات في البلاد”.

ويدين العراق لإيران بمبلغ 4 مليارات دولار لواردات الطاقة. وتغذي إيران الغاز في العراق من خلال خطين للأنابيب يستخدمان لمحطات توليد الطاقة في البصرة، السماوة والناصرية وديالى.

بالمقابل ظهر محافظ البصرة اسعد العيداني في مقطع فيديو، وهو يهدد مسؤولاً عبر الهاتف، بفصل محافظة البصرة عن الشبكة الوطنية.

ونشرت بعض صفحات التواصل الاجتماعي الفيديو الذي تم تصويره أثناء مكالمة المحافظ مع أحد المسؤولين.