رأي الكتاب
على هامش الانتخابات الرئاسية الإيرانية ..

بقلم / إياد السماوي

سباق الانتخابات الرئاسية انتهى بفوز ساحق للمرّشح السيد ابراهيم رئيسي على بقية المنافسين .. وبالنسبة لنا نحن العراقيون لا يعنينا أبدا إن كان الفائز في هذه الانتخابات هو السيد ابراهيم رئيسي أو محسن علي رضائي أو أيّ من المرّشحين الآخرين .. ولا تعنينا أيضا ديمقراطية إيران إن كانت عرجاء أو غير عرجاء , بقدر ما يعنينا انعكاسات نتائج هذه الانتخابات على العلاقة القائمة بين البلدين العراق وإيران , وكيف سيتصرّف الرئيس الإيراني المنتخب بعلاقاته مع بلدنا العراق ؟ خصوصا أنّ للعراقيين غصّة من سياسات حكومات إيران وتدّخلاتها في الشأن العراقي منذ الإطاحة بالنظام الديكتاتوري وحتى هذه اللحظة , كما هي الغصّة من تدّخلات أمريكا والسعودية والأمارات وباقي دول الجوار في الشأن العراقي الداخلي .. فما يهمّ الشعب العراقي من الرئيس المنتخب هو كيف ينظر لعلاقات بلده إيران مع العراق ؟ فهل سينتهج ذات السياسات التي انتهجها الرؤساء الإيرانيين الذي سبقوه والتي ساهمت بشكل كبير في مأساة الشعب العراقي ؟ أم أنّه سينتهج في علاقاته مع العراق نهجا آخرا غير النهج المؤذي الذي سلكته إيران في العراق ؟ .. ما يتّمناه العراقيون أن يسلك الرئيس الجديد سلوكا ومنهجا آخر غير النهج الحالي , قائم على أساس العلاقات والمصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الجارين , وعدم التدّخل في شؤون بلدنا ومن يحكمنا وترك العراقيين يختارون حاكمهم بإرادتهم كما اختار الشعب الإيراني حاكمه السيد ابراهيم رئيسي ..

في هذا المقال لا أريد الحديث عن ديمقراطية إيران إن كانت عرجاء أو كالغزال , بقدر الحديث عن العملية الانتخابية التي جرت في انتخابات الرئاسة الإيرانية .. وهذا ما أودّ تسليط الضوء عليه باعتبار أنّ العراق مقدم على انتخابات نيابية في شهر تشرين الأول القادم .. فحسب المعلومات المتوّفرة عندي أن نسبة مشاركة الإيرانيين في الانتخابات قد تجاوزت 75 % من الشعب الإيراني , وهذه نسبة مشاركة كبيرة , تعكس اهتمام الشعب الإيراني بمن سيحكمه .. الجانب الآخر أنّ الرئيس المنتخب قد شارك بانتخابه كلّ مكونات الشعب الإيراني دون استثناء , ولم يدّعي أيّ من المرّشحين المنافسين أنّ عمليات تزوير قد رافقت سير العملية الانتخابية , كما لم يؤشّر أنّ البطاقة الانتخابية التي استخدمت في هذه الانتخابات ( عميّة ) , أو أن السيد ابراهيم رئيسي قد احتفظ مسبقا بالملايين من هذه البطاقات قبل بدء الانتخابات واستخدمها في فوزه الساحق , أو أنّ مراكز انتخابات وهمية قد ساهمت بنتائج هذه الانتخابات , أو أنّ أي من المرّشحين قد سخّرّ إمكانات الدولة لصالح حملته الانتخابية , أو أنّ عصابة مسلّحة قد سيطرت على بعض المراكز الانتخابية , أو عمليات ترهيب مارسها هذا المرّشح أو ذاك بالتأثير على رأي الناخبين , أو أنّ أيّ من المرّشحين قد استخدام المال السياسي الحرام في شراء أصوات الناخبين .. كلّ هذه الأمور لم تجري قط في انتخابات الرئاسة الإيرانية , ويمكن القول أنّها انتخابات نزيهة وشّفافة وعادلة عكست رأي الشعب الإيراني بحرية تامة .. ومرّة أخرى أنّ ما أقوله لا علاقة له أبدا بطبيعة النظام الديمقراطي وموقفي منه .. وجلّ ما أتّمناه ويتّمناه الشعب العراقي أن تكون انتخابات العراقيين القادمة بهذا المستوى من النزاهة والشّفافية , وأن يتمّكن العراقيون فعلا من تحقيق انتخابات نزيهة وشّفافة ..