نيويورك تايمز: تفاصيل سرية عن “المعركة الكبرى” بين الروس والأمريكان بديرالزور
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل المعركة الأكثر دموية التي شهدها الجيش الأمريكي في سوريا منذ بدء حملته ضد تنظيم "داعش" والتي أدت إلى مقتل ما يقرب من 200 إلى 300 مهاجم في ليلة الهجوم، 7 شباط، ضمن معركة وصفها البنتاغون بأنها دفاع عن النفس وشارك بها مئات من الجنود والمركبات وقطع المدفعية، بحسب وثائق ومقابلات حصلت عليها الصحيفة من البنتاغون.
 
وكان فريقا يتكون من 30 جنديا، من قوات النخبة الأمريكية يعملون تحت قيادة العمليات الخاصة المشتركة، جنباً إلى جنب مع مجموعة من القوات العربية والكردية في موقع رملي صغير بالقرب من حقل غاز “كونيكو” في دير الزور، بدون أدنى معرفة عما هو قادم. وعلى بعد 32 كم، يقع مقر البعثة الأمريكية حيث يقوم فريق يدعى “القبعات الخضراء” إلى جانب فصيل من مشاة المارينز بمراقبة المعلومات الواردة من طائرات بدون طيار التي تحوم حول تمركز القوات الأمريكية في حقل الغاز.
 
وبحلول الساعة الثالثة بدأت قوات شعبية سورية بالتقدم نحو الحقل. وفي المساء، تشير الصحيفة إلى وصول أكثر من 500 مقاتل بالإضافة إلى 27 مركبة بما في ذلك الدبابات وناقلات الجند المدرعة.
 
راقب ضباط عسكريون ومحللون استخباراتيون، في كل من مركز العمليات الجوية الأمريكية في “قاعدة العديد الجوية” في قطر وفي البنتاغون، المشهد بتوتر منقطع النظير، وعليه أمر القادة العسكريون الطيارين في المنطقة بالبقاء على أهبة الاستعداد.
 
في مركز البعثة، حضر فريق “القبعات الخضراء” والمارينز قوة صغيرة تتألف من 16 جنديا وزعت على أربع مركبات مضادة للألغام في حال احتاجت القوة المتمركزة بالقرب من حقل الغاز للمؤازرة.
 
وفي الساعة الثامنة والنصف، تحركت ثلاث دبابات روسية من طراز “T-72” مجهزة ببنادق من عيار 125 ملم على مقربة 1.5 كم من حقل الغاز.
 
وعند الساعة العاشرة، كان الجنود الأمريكيون يشاهدون طابورا ممتدا من الدبابات والمركبات المدرعة يخرج من الأحياء المجاورة، حيث اختبأت الآليات هناك منعاً لكشفها.
 
وبعد نصف ساعة، تقول الصحيفة، بدأ الهجوم بمشاركة مقاتلين روس حيث حاول العسكريون الأمريكيون خلال الـ 15 دقيقة الأولى الاتصال بنظرائهم الروس وحثهم على وقف الهجوم، وبعد الفشل بوقفه، أطقلت القوات الأمريكية طلقات تحذيرية على مجموعة من المركبات ومدافع الهاون مع ذلك استمر تقدم القوات.
 
جحيم المدفعية
 
وصلت الطائرات الحربية الأمريكية على دفعات، بما في ذلك طائرات بدون طيار، طائرات الشبح “F-22″، ومقاتلات هجومية من طراز “F-15E”، وقاذفات “B-52″، وطائرات “AC-130” المخصصة للهجوم الأرضي، وطائرات الأباتشي “AH-64”.
 
تقول الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، إنه خلال الساعات الثلاث الأولى من بدء المعركة قامت الطائرات المشاركة بتوجيه ضربات متكررة للقوات المعادية والدبابات والمركبات المشاركة في المعركة.
 
ووصل فريق المؤازرة، بحسب ما تشير الوثائق تحت جنح الظلام، بعد أن عبر الطريق الذي أمتلئ بخطوط الكهرباء المتقطعة وتعرض لوابل من قذائف المدفعية، حيث قاد الفريق مركباتهم لمسافة 32 كم بدون تشغيل مصابيحها الأمامية، معتمدين فقط على كاميرات التصوير الحراري للتنقل.
 
وبحلول الساعة 11:30 أجبروا على التوقف، بسبب وابل من قذائف المدفعية، إلى أن تمكنت الضربات الجوية من تدمير منصات الإطلاق.
 
وصل فريق المارينز و”القبعات الخضراء”، بحلول الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، في ذلك الأثناء تشير الصحيفة إلى عودة بعض الطائرات إلى القاعدة الجوية، بسبب نفاذ الوقود أو الذخيرة منها.
 
وشارك في القتال 40 جنديا أمريكيا، تمكنوا من استعادة كل مواقعهم العسكرية التي شهدت هجوماً من قوات المهاجمة، ولم يصب أي مجند أمريكي بأذى؛ بينما أصيب مقاتل سوري مشارك معهم ببعض الجروح. وبعد ساعة، بدأت القوات المهاجمة في التراجع وتوقفت القوات الأمريكية عن إطلاق النار.
 
من موقعهم، شاهدت القوات الأمريكية عدد من القتلى الروس، بينما بقي عدد القتلى محل نزاع.
 
وفي البداية، قال المسؤولون الروس، إن أربعة مواطنين روس قتلوا فقط، وألمحوا فيما بعد إلى مقتل العشرات.
 
وحملت أجهزة الاستخبارات الأمريكية قوات “فاغنر” الروسية مسؤولية الهجوم، وقال الجنرال (توني توماس) قائد قيادة العمليات الخاصة في الولايات المتحدة مؤخراً: “في سوريا الآن، نتواجد في البيئة الأكثر عدوانية على كوكب الأرض” وبالإشارة إلى الحرب الإلكترونية قال (توماس) “إنهم يختبروننا كل يوم”.