الأجهزة الأمنية تلقي القبض على رجل فقير بتهمة تهريب النفط وتترك المافيات الكبيرة

في مشهد يختصر حجم الفجور السياسي والانحدار الأخلاقي في مؤسسات الدولة، أقدمت السلطات الامنية القبض على رجل فقير في النجف بحوزته ثلاثة جلكانات نفط وعلب ماء ورد بتهمة تهريب النفط.

ويرى مراقبون ان الفقير الذي لا يملك سقفاً آمناً ولا سنداً من مسؤول أو حزب، صار فجأة تهديداً لـ”اقتصاد الدولة”، بينما تُمنح صكوك البراءة والامتيازات لرموز التهريب الحقيقية أمثال أوميد حاجي أحمد، سليم أحمد سعيد، نور زهير، مصطفى زهير، هشام فارس وسفيان أحمد… هؤلاء الذين يهربون النفط العراقي عبر البواخر ويربحون من كل لترٍ ستة وخمسين دولاراً، دون أن تجرؤ الحكومة على ذكر أسمائهم في تحقيق واحد علني، معتبرين هذه الحادثة صورة مصغرة لسياسات ممنهجة تهدف إلى سحق الفقير وتشريع أبواب الدولة للمافيات الاقتصادية والسياسية داعين الى صحوة شعبية تضع حداً لهذا الانحدار ، متسائلين هل من جهة قضائية تمتلك الجرأة لفتح ملفات التهريب الحقيقي بدل مطاردة رجل يبحث عن لقمة تسدّ رمق أطفاله.