عايدة الأيوبي: الفن بالنسبة لي موقف إنساني.. لا وظيفة

وسط أجيال متعاقبة من الأصوات النسائية، ظلّت عايدة الأيوبي تحتفظ بمكانة استثنائية في قلوب الجمهور، ليس فقط بفضل صوتها العذب وألحانها الدافئة، بل بما تمثّله من صدق إنساني وفني نادر، فهي صوت غنائي عابر للزمن، وهي تؤكد أن الفن بالنسبة لها “موقف إنساني”، لا وظيفة.

فهي فنانة اختارت أن تمشي بخطى هادئة، وأن تغني حين يكون في قلبها ما يستحق أن يُغنّى، وأن تنسحب حين تشعر أن الصمت أبلغ.

عايدة الأيوبي

عايدة الأيوبي

وفي حديثها مع “العربية.نت” ، تحدثت الأيوبي عن محطات صنعت منها صوتًا لا يُشبه أحدًا، من دراستها في الجامعة الأميركية إلى كتابتها لأغنية “على بالي” في لحظة حنين، ثم ابتعادها عن الأضواء وعودتها بروح جديدة. وكذلك تحدثت عن تجاربها الفنية وخاصة السينمائية الأخيرة وتعاون جديد في الفترة القادمة.

وتحدثت الفنانة عايدة الأيوبي عن أنها لم تكن يومًا “مهتمة بالظهور الإعلامي المتكرر”، بل فضّلت دائمًا أن تخرج للجمهور “فقط حين يكون لديها ما يستحق أن يُقال أو يُغنى”.

عايدة الأيوبي

عايدة الأيوبي

وقالت إن اختيارها للأعمال التي تقدمها “يخضع دائمًا لمعايير وجدانية، وليس لحسابات السوق أو الانتشار”.

وأشارت الأيوبي إلى أن الفن بالنسبة لها “موقف إنساني”، لا وظيفة، ولا وسيلة للتجميل، وأنها تعتبر كل لحظة غناء فرصة لاكتشاف ذاتها من جديد، فهي تعيش الفن كرحلة وكل إحساس وعودة لها كأنها تولد من جديد.

وأضافت أن “أحد أكبر التحديات التي واجهتها في بداياتها كان اعتراض بعض الجهات على كلمات “على بالي”، بزعم أنها لا تليق بالذوق العام”، مشيرة إلى أن هذا الموقف كان صادمًا بالنسبة لها، لكنه زادها تمسكًا بنصها وإيمانها بأن الفن لا يُقاس بالقوالب التقليدية.

واستطردت في الحديث عن أغنية “على بالي” قائلة إنها لم تكن مجرد بداية لمسيرتها الفنية، بل كانت بمثابة لحظة خاصة من لحظات البوح الإنساني، كتبتها وهي في حالة من الغربة والحنين، من دون أن تتوقع أن تتحول إلى عمل سيعيش في وجدان الناس لسنوات طويلة.

وأوضحت أن الأغنية “خرجت منها بشكل تلقائي وأن كلماتها كانت انعكاسًا لمشاعر عميقة تجاه شقيقها الذي كان قد غادر إلى ألمانيا”، مما ولّد في داخلها إحساسًا بالفقد والفراغ.

وأضافت الأيوبي أن “الأغنية كانت شديدة الخصوصية لدرجة أنها لم تفكر في تقديمها للناس، لولا تشجيع المقربين”، مشيرة إلى أنها عرضت الأمر على المنتج طارق الكاشف، الذي أبدى حينها تحفظًا على طباعة كميات كبيرة، قبل أن يُفاجأ بنجاح الأغنية وتحقيق الألبوم مبيعات تجاوزت التوقعات.

وأكدت أن الأثر الكبير الذي تركته “على بالي” لم يكن مرهونًا بالتركيب الموسيقي أو التوزيع، بل بطاقة الصدق التي حملتها الكلمات والأداء، وهو ما شعرت أنه وصل للجمهور مباشرة بدون حاجة لتجميل أو تكلّف.

عايدة الأيوبي

عايدة الأيوبي

وأشارت إلى أنها نشأت في مصر والتحقت بالجامعة الأميركية وتنقلت في السنوات الأخيرة بين مصر وألمانيا، وهذا شكل جزءًا كبيرًا من هويتها الفنية والإنسانية، موضحة أن تنقلها بين الثقافتين منحها “وعيًا بالفن كأداة للتعبير الصادق، لا مجرد وسيلة للشهرة”.

وقالت إن انضمامها إلى كورال الموسيقى العربية في الجامعة الأميركية، شكّل بداية وعيها الفني الحقيقي، مضيفة أنها كانت شخصية خجولة ولكن حين غنت وجدت نفسها.

وتحدثت الأيوبي عن عملها الأخير وهو بعنوان “بحلم”، من كلماتها وألحانها، تعاملت فيه مع الموزّع شادي مؤنس والمُهندس رفيق عدلي، مؤكدة أن الأغنية خرجت من تجربة شعورية عميقة، حملت فيها ما لم تستطع قوله بالكلام.

عايدة الأيوبي

عايدة الأيوبي

كما تحدثت الأيوبي أيضا عن تجربتها السينمائية الأخيرة وهو فيلم “5 جولات” وشاركها البطولة ماجد المصري ونور النبوي وبسنت شوقي وآدم الشرقاوي، والفيلم من تأليف محمد عبدالمعطي، وإخراج مازن أشرف، ويتحدث عن رياضة MMA، ورحلة تحديات شاب. كما يحكي أيضًا عن مغني الراب وتفاصيل “الراب باتلز” والصعوبات التي تواجه هؤلاء الشباب.

وأضافت الأيوبي أنها تواصلت مع الأجيال الجديدة من خلال الفيلم وقامت بعمل دويتو مع الرابر أرسينك في أغنية بعنوان “بين نارين”، مؤكدة على حبها للتعاون مع الجيل الجديد ومعرفة أفكارهم واهتماماتهم الموسيقية.

وعن أعمالها في الفترة القادمة أكدت الأيوبي أن هناك تعاونا جديدا مع الموسيقار خالد الكمار.