في واحدة من أخطر الأزمات التي تواجه العراق اليوم، تقف محافظة بابل على حافة الجفاف الكامل، بعدما انخفضت الإيرادات المائية القادمة من دول المنبع إلى مستويات غير مسبوقة، ما أدى إلى تراجع تصريف شط الحلة إلى ما بين سبعين الى ثلاثة وسبعين مترًا مكعبًا بالثانية فقط وهي كمية لا تكفي حتى لتغذية الجداول الفرعية.
مزارعو بابل ذكروا انهم باتوا اليوم عاجزين عن ري محاصيلهم، وسط توسّع غير مسبوق في رقعة الأراضي المتصحّرة، وهجرة قسرية متزايدة من الريف إلى المدينة، فيما اكد مختصون أن ما يحدث ليس فقط نتيجة شح الأمطار أو تغيّر المناخ، بل هو نتاج مباشر لعجز الدولة عن مواجهة تعنّت تركيا وإيران في ملف المياه، مؤكدين ان دول المنبع قامت بقطع أو تقنين الإطلاقات المائية دون أي رد حازم أو اتفاقات واضحة من الحكومة العراقية، ما يضع البلاد في حالة حصار مائي غير معلن.