نرصد من صحيفة العربي الجديد مقالا بعنوان “تفكيك الميليشيات شرط لبناء الدولة” حيث قالت الصحيفة إن العراق يبدو أكثر بلدان المنطقة ابتلاء بوجود “مليشيات” وجيوش موازية على أرضه في أكثر من مرحلة، فعلى أرض العراق أكثر من 70 مليشيا يرتبط بعضها بالحرس الثوري، فيما تحتضن المخابرات الإيرانية بعضها الآخر، وآخرها ولادة فصيل جديد باسم “يا علي”، ارتكب أعمالا مشينة ضد عمّال سوريين مقيمين، ما دفع رئيس الحكومة محمد شيّاع السوداني للإيعاز للجهات الأمنية بملاحقة أعضائه.
وقالت الصحيفة إن هذه الصفحات من التاريخ على غير ما أراده العراقيون وطمحوا لتحقيقه من بناء دولةٍ مدنيةٍ عاقلةٍ عادلةٍ تحترم الإنسان، وتصون كرامته، وتضمن حرّيته, بعدما تضخّم دور المليشيات في الحياة السياسية والاجتماعية، على نحوٍ بات يشكل خطراً ليس على الدولة وعلى سلطتها وهيبتها فحسب، وإنما أيضا على حياة كل مواطن ومصيره، خاصة وقد أصبحت لها القدرة على القيام بأدوار مشبوهة، فهي تخطف وتعتقل وتحكم وتقتل، وتنشئ سجوناً، وتفتح مكاتب ومواقع وصحفا وقنوات تتحدّث باسمها، كما أسّست جامعات ومدارس ومنظمّات ثقافية واجتماعية تحت مسمّياتٍ دينية أو وطنية، وتوافقت سلوكياتها مع مصالح مافيات الجريمة المنظّمة في السيطرة على الحركة الاقتصادية للبلاد مستغلة المنافذ الحدودية والمطارات، بما يسهل عمليات الاتجار بالنفط خارج سيطرة الدولة، وامتلاك السلاح، وتهريب الآثار، وتجارة البشر، والتلاعب بسوق الدولار.
وأضافت العربي الجديد أن لا حلّ، سوى تفكيك تلك المليشيات وتجفيف المنابع التي تتموّل منها، والتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها على مدى السنوات الماضية، والعمل الجادّ على حصر السلاح بيد الدولة، وهي مهمّة صعبة وشاقة، لكنها ليست مستحيلة.
