نشر معهد واشنطن تقريرا بعنوان “أثر نتائج انتخابات مجالس المحافظات على الأمن والسياسة في العراق” جاء فيه إنه بعد الفوز الكبير للأحزاب السياسية الشيعية المقربة من إيران في العراق، يتساءل الكثيرون عن الكيفية التي ستحكم بها كتلة الأغلبية، وما إذا كانت هذه الأحزاب ستتقاسم السلطة مع منافسيها السياسيين من المكون الشيعي، أم ستحاول بسط نفوذها على الساحة السياسية العراقية, خاصة أن النجاح الانتخابي الأخير سيشجع هذه الأحزاب ويؤدي إلى زيادة تهميش المكونات العرقية والطائفية الأخرى.
وقال معهد واشنطن إن هناك شكوكا كبيرة حول مستقبل تقاسم السلطة في العراق بعد الانتخابات المحلية الأخيرة، حيث أظهر قادة الإطار التنسيقي الشيعي أنهم مهتمون بترسيخ سلطتهم وتهميش المعارضة السياسية، سواء كانت سنية أو شيعية.
وأضاف معهد واشنطن أن طموحات الإطار التنسيقي الشيعي لن تقتصر على الأرجح على كبح القوة السنية. والاحتمال الآخر هو أن تدخل الأحزاب الشيعية المتحالفة مع إيران في المنافسة مع خصومها الشيعة، وتحديداً مقتدى الصدر، على محافظة البصرة الغنية بالنفط. التي هي بمثابة العاصمة الاقتصادية للعراق وتشهد صراعا منذ فترة طويلة بين عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي المقرب من إيران، وسرايا السلام التابعة للصدر من أجل السيطرة على موارد المحافظة الغنية.
وحذر المعهد من أن قيام الإطار التنسيقي الشيعي بفرض هيمنته على المشهد السياسي العراقي وخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في عام 2025 سيؤدي إلى تهميش بقية المكونات وزيادة نفوذ إيران وسينعكس ذلك بالتأكيد على علاقة بغداد بالغرب والولايات المتحدة خاصة وسط صراع إقليمي.