تقرير أمريكي: العام 2018 سيكون الأخير الفاصل بين حربين باردتين في العالم

ذكر موقع " ناشيونال انترست" الأمريكي، أن المؤرخين ينظرون إلى العام الجاري 2018، بوصفه آخر عام في فترة فصلت بين حربين باردتين في العالم، ودامت 29 عاما من الهدوء النسبي.

وأفاد الأستاذ لدى جامعة جورج تاون، أناتولي ليفين،  انه يرى ان "مؤسسات غربية متحمسة للدخول في حرب باردة ضد الصين وروسيا، تكرر اليوم خطأً مشابها لما ارتكبه أسلافها خلال الحرب العالمية الأولى التي احتفل العالم هذه السنة بمرور مائة عام على نهايتها وراح ضحيتها 16 مليون شخص، وانهارت بعدها دولتان كبيرتان في أوروبا، وضعفت دول أخرى.

وأضاف الكاتب أن المؤرخين يرون في المستقبل إلى هذا العام بوصفه آخر عام في فترة فصلت، بين حربين باردتين، دامت 29 عاما من الهدوء النسبي، إذ تتخذ اليوم قوى كبرى مواقف تتسم بالعداء المتبادل.

وأوضح انه بعد مائة عام من انتهاء الحرب العالمية الأولى، يمكن القول إن "التهديد البربري الحقيقي للحضارة الأوروبية لم يأت من المؤسسات الأوروبية الحاكمة في 1914، لكن من عداوات وتوترات ولدتها تحولات اجتماعية واقتصادية أطلقتها الحرب، في العقود الماضية."

وحسب كاتب المقال، قد يشير المؤرخون في المستقبل أيضا لما يدعو للسخرية من فكرة أن الولايات المتحدة تقود "مجموعة من الديمقراطيات" ضد "تحالف سلطوي" في آسيا، ففي آسيا، قد يشمل هذا التحالف المضاد للصين، شعبويين في الفيليبين، وفاشيين هندوس في الهند، وحتى في أوروبا، تتبنى بولندا، أشد الأنظمة عداءً للنظام الروسي، إيديولوجيا مشابهة لروسيا.

ويرى الكاتب أن تحويل سخط محلي إلى عداء وجودي نادرا ما يثمر نتائج إيجابية لأن العوامل التي أوجدتها لم تتغير، حيث تساءل الكاتب انه "هل أن من التقى أيا من السترات الصفراء في فرنسا يجزم بأن احتجاجاتهم ونشاطاتهم ناجمة عن تلاعب مصدره موسكو؟ وهل الذين انتخبوا دونالد ترامب من أصحاب الياقات البيض، تأثروا فعلا بالبروباغندا الروسية؟.

وناشد من يزعم ذلك معالجة صلة أكثر أهمية بين تطورات شهدتها روسيا والولايات المتحدة، والأهم منها أثرها في وصول كل من بوتين وترامب إلى أعلى هرم السلطة، حيث تتلخص تلك الظاهرة في ارتفاع معدل الوفيات وسط الطبقة العاملة من الذكور للأسباب نفسها: أمراض وحالات إدمان أذكاها انعدام أمان اقتصادي واجتماعي وثقافي، ويأس.

ووفقا لكاتب المقال، فان هناك خطرا يلوح من خلف تلك المشاكل ويتمثل في تحول مناخي يهدد بتدمير الولايات المتحدة والغرب بصورة أكبر من أي شيء تستطيع أو ترغب حكومتا الصين أو روسيا في إلحاقه بالمنطقة، وهذا لا يعني، حسب الكاتب، غياب التهديدات الحقيقية من الصين وروسيا، وفي مجالات واقعية خاصة التجارية، والتي تحتاج الولايات المتحدة إلى معالجتها.