انطلقت صباح الأحد، الانتخابات الرئاسية في تركيا، والتي من المتوقع أن يملك فيها المرشح الفائز صلاحيات تم تعزيزها في شكل واسع بموجب تعديلات دستورية طرحها الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان في استفتاء العام الماضي.
وذكرت وسائل إعلام تركية في تقارير لها، اليوم، 24 حزيران 2018، انالتعديلات الدستورية قضت بنقل الجزء الأساسي من الصلاحيات التنفيذية إلى الرئيس الذي سيعين بنفسه الوزراء وكبار الموظفين الحكوميين وسيختار نائبا أو أكثر له، كما سيلغى منصب رئيس الوزراء الذي يتولاه حاليا بن علي يلدريم، كما ستسمح التعديلات للرئيس بالتدخل مباشرة في عمل القضاء، إذ سيختار في شكل مباشر أو غير مباشر ستة أعضاء في "المجلس الأعلى للقضاة والمدعين" الذي يتولى التعيينات والاقالات في السلك القضائي، فيما يعين البرلمان سبعة أعضاء.
ووفقا للاصلاح الدستوري، يمكن فرض حال الطوارئ عند حصول "انتفاضة ضد الوطن" أو "أعمال عنف تهدد بانقسام الامة"، كما سيكون الرئيس صاحب القرار في فرض حال الطوارئ قبل عرض القضية على البرلمان، ولا يمكن فرض حال الطوارىء لأكثر من ستة أشهر في المرة الأولى، لكن يمكن تمديدها أربعة أشهر على الأكثر في كل مرة.
وخلال الحملة الانتخابية، وعد الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، بعدما قطع مرشحون للمعارضة بذلك، برفع حال الطوارىء المطبقة حالياً منذ المحاولة الانقلابية في تموز من العام 2016.
كما تقضي التعديلات الدستورية برفع عدد النواب من 550 إلى 600، وسيتم خفض الحد الأدنى لسن الترشح للانتخاب من 25 إلى 18 سنة، وسيتم تنظيم انتخابات تشريعية مرة كل خمس سنوات بدلاً من أربع، وبالتزامن مع الاستحقاق الرئاسي، وسيحتفظ البرلمان بسلطة إقرار وتعديل وإلغاء القوانين والتشريعات، وستكون لدى البرلمان صلاحيات الإشراف على أعمال الرئيس، لكن الاخير يحظى بسلطة إصدار المراسيم الرئاسية حول كل المسائل المتعلقة بصلاحياته التنفيذية.
ولا يمكن بالمقابل للرئيس إصدار مراسيم في مسائل ينظمها القانون في شكل واضح، واذا اتهم الرئيس أو حامت حوله شبهات بارتكاب جنحة، فيجوز للبرلمان أن يطلب فتح تحقيق على أن يكون ذلك بغالبية ثلاثة أخماس الاعضاء.
وسيتم انتخاب الرئيس الذي لم يعد ملزما قطع صلاته بحزبه حسب التعديلات الدستورية التي دخلت حيز التنفيذ غداة الاستفتاء في 2017، لولاية من خمس سنوات يمكن تجديدها مرة واحدة.
الجدير بالذكر أنه في فوز أردوغان بالانتخابيات الرئاسية، لن تحتسب الولاية الرئاسية الحالية له التي بدأت مع انتخابه في آب 2014 بعد 12 عاما أمضاها في منصب رئيس الوزراء، ويمكن أن يبقى أردوغان (64 عاماً) نظريا في منصب الرئاسة إذا أعيد انتخابه حتى العام 2028