أبو الغيط: حريصون على الاستمرار فى الارتقاء بالعلاقات العربية – الصينية

 

 

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط حرص الجامعة العربية على الاستمرار فى الارتقاء بالعلاقات العربية الصينية فى كافة المجالات ومواصلة فتح آفاق جديدة للتعاون بين الجانبين، مشيرا إلى أنه خلال عام 2017 بلغ حجم التجارة 191 مليار دولار أى تضاعفت على الأقل 6 أو 7 مرات بالمقارنة بعام 2004.

وقال أبو الغيط – فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزيرى الخارجية السعودى عادل الجبير والصينى وانج يى – أن التعاون العربى الصينى بدأ منذ 14 عاما عندما تم التوقيع على إعلان تأسيس منتدى التعاون الصينى – العربى عام 2004 وإنشاء حوالى 15 آلية للتعاون العربى الصينى فى إطار المنتدى فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتنموية.

وأوضح أنه تم اليوم مناقشة عدد من الموضوعات فى مختلف القضايا التى تهم الجانبين العربى والصينى من بينها التطورات الأخيرة فى منطقة الشرق الأوسط والالتزام المشترك بالحفاظ على الأمن والاستقرار وحل النزاعات بالوسائل السلمية، وأبرز تلك التطورات التى تتعلق بالأزمة فى كل من سوريا وليبيا واليمن وبالأخص بالنسبة للقضية الفلسطينية .

وأعرب أبو الغيط عن بالغ التقدير العربى للمواقف الصينية الداعمة دائما للقضية الفلسطينية، حيث أن تلك المواقف التى عاهدتها الدول العربية من الصين دائما وهو الأمر الذى برز بوضوح فى إعلان بكين .

وأضاف أنه تم مناقشة أيضا عدد من الموضوعات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية حيث تم التأكيد فى إطارها على ضرورة مواصلة تعزيز بناء آليات التعاون فى هذه المجالات والتى ظهرت فى مشاركة الجانب العربى فى معرض الصين الدولى للاستيراد وتشجيع الاستثمار المتبادل من خلال إقامة آلية وتبادل زيارات بين رجال الأعمال، فضلا عن إقامة آلية التعاون فى مجال الطاقة الإنتاجية وإنشاء منطقة التجارة الحرة بين الصين وفلسطين وتعزيز التعاون فى مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية على أساس المنفعة المتبادلة وتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا .

وأكد أبو الغيط أن الجامعة العربية تقوم بدور هام فى تفعيل الشراكة الاستراتيجية بين العرب والصين من خلال هذا المنتدى، وأن "التجربة الصينية ستضيف الرؤى الصينية المتميزة فى عدة مجالات مثل الفضاء الخارجى والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والصحة والتنمية الاقتصادية".

وأشار إلى أن "الوثيقة الثالثة التى تحدث عنها وزير الخارجية السعودى هى وثيقة (الحزام والطريق)، وتلك الوثيقة لها منهجية ورؤية تستند إلى أن الصين تسعى بقوتها الاقتصادية والفكر الصينى لبناء انطلاقة كبرى من الصين عبر الأرض الآسيوية، وصولا إلى البحر المتوسط، ثم إلى أوروبا، مما يعكس الفلسفة الصينية العربية منذ ألفى عام" .

وتابع أبو الغيط "نترقب تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه، ولدينا نية مؤكدة ليس فقط على مستوى أمانة الجامعة العربية، ولكن على مستوى لقاءاتنا مع الوزراء العرب، لمناقشة المجالات والقطاعات كدولة وطنية"، وقال "سندفع بقوة إلى تنفيذ كافة ما التزمنا به فى الوثائق الصادرة عن الاجتماع الوزارى الثامن لمنتدى التعاون الصينى – العربي"، مشيرا "أتوقع أن تشهد الأعوام الثلاثة القادمة الكثير من اللقاءات والدراسات والإنجازات فى هذه المجالات".

وبدوره، قال وزير الخارجية السعودى عادل الجبير أن الرئيس الصينى شى جين بينج طرح مقترحات لمبادرات جديدة أيدها الجانب العربى وتطلع إلى تطبيقها، مشيرا إلى أن الجانبين العربى والصينى يطمحان لتعزيز وتكثيف العلاقات بينهما فى كافة المجالات.

وأكد الجبير – فى مؤتمر صحفى مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية الصينى وانج يى اليوم الثلاثاء فى بكين – على تطابق الموقف العربى والصينى فيما يتعلق بالأزمات والتحديات فى المنطقة، مشيرا إلى أن موقف الصين محل تقدير كبير بالنسبة لكل عربى ومسلم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطينى .

وشدد الجبير على أن العرب لن ينسوا أن الصين استثمرت فى مشاريع تنموية فى عدد كبير من الدول العربية، مشيرا إلى أنها تعد أكبر شريك تجارى للسعودية، بالإضافة إلى أنها شريك سياسى وأمنى واقتصادى وتعليمي.

وفيما يتعلق بمشروع "الحزام والطريق"، أشار الوزير السعودى إلى أن الدول العربية تتمتع بمساحات شاسعة من الأراضي، وتمر بها 3 من أهم الممرات المائية فى العالم وهى مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس، ولذلك ستكون هذه المنطقة استراتيجية جدا لنجاح مشروع الحزام والطريق، لافتا إلى أنه "بحكم العلاقات المتينة والثقة القائمة بين الدول العربية والصين نتطلع إلى أن نكون شركاء أقوياء فى إنجاح هذا المشروع الذى من شأنه أن يحقق الازدهار فى كافة الدول".

ومن جانبه، أكد وزير خارجية الصين وانج يى أن الاجتماع الثامن الوزارى لمنتدى التعاون الصينى – العربى قد صدق على 3 وثائق وهى إعلان بكين يضم المكونات الأساسية للعلاقات ويؤكد على دعم الجانبين للمصالح الجوهرية ودعم القضايا ذات الاهتمام المشترك، بينما البرنامج التنفيذى للصين من عام 2018 إلى عام 2020 يتضمن طرح خطة جديدة فى 20 مجالا مختلفا للتعاون والتعاون الثنائى من خلال طريق الحرير وإقامة ممر للمعلومات عبر الإنترنت .

وقال الوزير الصينى – فى المؤتمر الصحفى – إنه تم الموافقة على الإعلان التنفيذى بين الدول العربية والصين حول بناء الطريق والحزام، مؤكدا أن الوثائق الثلاث تمثل خارطة الطريق المتكاملة للتعاون ويعتبر بناء الحزام والطريق خطا أساسيا للتعاون وأن الرئيس الصينى شى جين بينج أعلن عن إقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة مع الدول العربية عبر التعاون السلمى والتنمية المشتركة تواكب تيار العصر وأن هذا الاجتماع يفتح آفاقا جديدة بين الجانبين نحو مصير مشترك للبشرية .

وأفاد بأن الصين قررت تخصيص 20 مليار دولار لإعادة الإعمار فى الدول العربية وتوفير التدريب لنحو 10 آلاف عربى من مختلف المجالات، موضحا أنه تقرر أن يشارك اتحاد المصارف الصينية لكى يكون عنصرا لتمويل مشروعات التعاون كإنشاء مركز صينى – عربى للإعلام ومركز للتدريب على الطاقة النظيفة ومركز لرجال الأعمال من الجانبين .

وأشار إلى أن الرئيس الصينى أكد، فى كلمته الافتتاحية، استعداده ليكون مدافعا عن القضية الفلسطينية ومطالبا الأطراف بالسعى نحو العدالة الشاملة مفيدة للجميع وخارطة طريق جديدة فى الشرق الأوسط والدعوة إلى الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وردا على سؤال حول التعاون مع الدول النامية، قال وانج يى أن الصين ترغب فى المشاركة مع الدول النامية الأخرى السراء والضراء و ترى أن دعم مصلحة الدول النامية يساوى دعم مصلحة الصين وأنها تعتبر نفسها شريكا لجميع الدول النامية فى ضوء تجربتها المؤلمة والتاريخ والنظام الصيني، مؤكدا أن الصين تدعم تطلعات الدول النامية للحصول على حقوقه المشروعة وتعزيز التعاون بين جنوب – جنوب الذى يفتح آفاقا واسعة للشركاء فى العالم بشكل أوسع .