على الرغم من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انتهاء الحرب في أفغانستان، إلا أن الحرب على الإرهاب التي بدأت منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل 20 عاماً لا تزال مستمرة، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالتزامن مع إسدال بايدن الستار على حرب أفغانستان، عملت وكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي إيه” بهدوء على توسيع قاعدة سرية في عمق الصحراء الكبرى لإدارة طلعات للطائرات المسيرة، بهدف مراقبة مقاتلي تنظيمي القاعدة وداعش في ليبيا، وكذلك المسلحين في النيجر وتشاد ومالي.
كما استأنفت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا غاراتها عبر الطائرات المسيرة ضد حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة، فيما يدرس البنتاجون إمكانية إرسال العشرات من مدربي القوات الخاصة مرة أخرى إلى الصومال لمساعدة القوات المحلية في محاربة المسلحين.
وقالت الصحيفة الأميركية إنه بعد 20 سنة من هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، لا يبدو أن ما يسمى “الحرب على الإرهاب” بصدد الانتهاء، على الرغم من أنها أصبحت تدار إلى حد كبير في الظل، وخارج العناوين الرئيسية، إلا في حالات نادرة كما حصل في 2017 عندما أدى كمين لمقاتلي داعش خارج قرية في النيجر إلى مقتل 4 جنود أميركيين.
تقييم الحرب على الإرهاب
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أنه من الصعوبة بمكان تقييم مدى نجاح الحرب على الإرهاب، وذلك بسبب ارتباطها الوثيق بكارثتي أفغانستان والعراق، حين تجاوزت الولايات المتحدة تكتيكات مكافحة الإرهاب، باتجاه مشروع أكثر طموحاً وشؤماً، تمثل في محاولة إعادة تشكيل مجتمعات قبلية ومنقسمة ضمن ديمقراطيات على النمط الأميركي.
إخفاقات هذا المشروع ترسخت، بحسب “نيويورك تايمز”، في الصور المخزية لسجناء أبو غريب في العراق، ومشاهد سقوط الأفغان اليائسين من الطائرة الأميركية خلال عمليات الإجلاء بمطار كابول، كما تم توثيق هذه الإخفاقات في مقتل أكثر من 7 آلاف جندي أميركي، ومئات الآلاف من المدنيين، وتريليونات الدولارات الأميركية المهدرة.