“نيولاينز”: عين إيران على النجف.. من سيخلف “رجل الله في العراق” وما مصير منهجه؟

سلطت مجلة “نيولاينز” الأمريكية الضوء على التنافس الحاصل على زعامة المذهب الشيعي فيما بين العراق وإيران، في مرحلة ما بعد المرجع الديني الأعلى علي السيستاني الذي بلغ من العمر 94 عاماً، حيث يخشى كثيرون من احتمال انتقال السلطة من النجف إلى طهران وقم، حيث تعرض إيران نموذجها من الحكم الديني المباشر، في حين ليس هناك خليفة واضح للسيستاني ليورث فلسفته المؤيدة للديمقراطية لجيل جديد.
وأشارت المجلة الأميركية في تقرير على موقعها الإلكتروني إلى أن نهج السيستاني يتناقض بشكل كبير مع أقوى رجال الدين الشيعة في إيران والذين يؤمنون بالحكم الديني المباشر وغالباً ما يدفعون نحو التدخلات القوية، بينما يقاطع السيستاني السياسيين العراقيين خلال السنوات الماضية ، و يتساءل العراقيون في كل مكان عما سيأتي بعد ذلك، وما إذا كان نموذج الحكم الديني المباشر الذي تتبناه إيران سيتمكن من السيطرة على العراق ، أم أن السيستاني الذي ليس لديه خليفة واضح سيتمكن من توريث فلسفته المؤيدة لتداول السلطة وتجنب العنف وتشكيل الفصائل والميليشيات.
ورأى التقرير أن طهران لديها مشكلة خاصة لسببين رئيسيين، الأول هو أن هناك مرجعاً أعلى من خامنئي لديه عدد أكبر من الأتباع وحتى نفوذ دولي أكبر، ويمكنه الحد من سلطة خامنئي خارج إيران، والثاني هو أن السيستاني يمكن أن يؤثر على آراء المواطنين الإيرانيين، الذين بإمكانهم الآن أن يروا بوضوح نموذجاً بديلاً لدور المرجع في المجتمع الإسلامي.
وبرغم ذلك، يقول التقرير إن المسؤولين الإيرانيين، بما في ذلك خامنئي نفسه، حريصون أيضاً على إبراز مظهر الاحترام العلني للسيستاني، وهو ما يشير إلى إدراكهم أن سلطة السيستاني ومنصبه يكاد يكون من المستحيل تحديها، مذكرّاً كمثال، أن إيران اضطرت إلى القبول بعدم قدرة نوري المالكي على البقاء كرئيس للوزراء عندما أجبره السيستاني على التنحي في العام 2014.
ولهذا، قال التقرير إن “الفترة الإستراتيجية الأكثر أهمية بالنسبة لإيران ستكون بعد وفاة السيستاني، إذ أنه عند هذه النقطة قد تتمكن طهران من أن تكون قادرة على ممارسة المزيد من النفوذ وربما صياغة ظهور المراجع القادمين”.