سلّم قائد القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي “الناتو” في أفغانستان، الجنرال أوستن سكوت ميلر مهامه، الاثنين، في سياق الانسحاب النهائي للقوات الأجنبية بعد عقدين من التواجد العسكري، إذ تواصل حركة طالبان توسيع نفوذها.
وخلال مراسم أقيمت في كابول، قام الجنرال ميلر الذي يقود قوات التحالف في أفغانستان منذ سبتمبر 2018 بتسليم القيادة إلى الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة الأميركية الوسطى “سنتكوم” المتمركزة في فلوريدا بجنوب شرق الولايات المتحدة، والمسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في 20 دولة في الشرق الأوسط وفي وسط وجنوب آسيا، من ضمنها أفغانستان.
ووصف مسؤولو دفاع أميركيون، هذه الخطوة بأنها تمثل “النهاية الرمزية” للمهمة العسكرية التي استمرت 20 عاماً في هذا البلد، وفي وقت تهدد فيه حركة “طالبان” بالإطاحة بالحكومة المركزية.
ويغادر الجنرال أوستن ميلر أفغانستان، بعد 3 سنوات بصفته الضابط الأميركي الأطول خدمة في الحرب، إذ كان القائد السابق لقوة “دلتا”، وأشرف على فترة مضطربة شملت اتفاق إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب لعام 2020 مع طالبان، والذي مهد الطريق للانسحاب الأميركي في أعقاب دعوة الرئيس جو بايدن في أبريل الماضي، لسحب القوات كافة.
وأوضحت صحيفة “واشنطن بوست”، أن فرانك ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية، وصل صباحاً إلى العاصمة الأفغانية كابول لتولي قيادة المهمة المتبقية، إذ من المتوقع أن يشرف على العملية من مقره في تامبا بولاية فلوريدا، بالشراكة مع قائد القوات الخاصة البحرية، الأدميرال بيتر فاسيلي، وبقيادة نحو 650 جندياً مكلفين بحماية السفارة الأميركية.
“تهديد طالبان”
وقال ماكينزي في تصريحات صحافية، إنه يعتقد أن طالبان “تسعى لتحقيق نصر عسكري على الحكومة الأفغانية”، مشيراً إلى انتصاراتها الأخيرة في أجزاء عدة من البلاد، فضلاً عن تهديدها الذي تشكله على العديد من عواصم المقاطعات في البلاد.
لكنه توقع أن تواجه الحركة “مقاومة كبيرة في كابول”، مشيراً إلى أن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة “أكبر وأكثر تعقيداً ودفاعاتها أكثر قوة، مما كانت عليه عندما حكمتها طالبان في التسعينات”.
وتابع: “أعتقد بالتأكيد أن عواصم المقاطعات في خطر، وسنرى كيف سيتغير ذلك خلال الأسابيع القليلة المقبلة (…) الأفغان مصممون على القتال بقوة من أجل تلك العواصم الإقليمية”.
ولفت ماكينزي إلى أن طالبان تنتهج “نهجاً متعدد الجوانب في تأكيد السلطة”، مشيراً إلى أنه “في حال لم تتمكن الحركة من الإطاحة بالحكومة المركزية، فمن المرجح أن تتجه إلى مقاطعات أقل مقاومة وقد تدرس تسوية سياسية مع كبار المسؤولين الأفغان”.