“ميدل إيست آي” يكشف عن محاولات غربية لتهدئة الصدر وإمكانية تدخل السيستاني

نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، اليوم الثلاثاء، تقريراً بشأن الاحتجاجات التي يشهدها العراق، والاعتصام داخل مبنى البرلمان في المنطقة الخضراء منذ نحو أسبوع.
وقال الموقع في تقريره إنه “بعد عطلة نهاية الأسبوع من الاحتجاجات والتنديدات الغاضبة، رفع مقتدى الصدر الرهان يوم الاثنين من خلال دعوة أنصاره في المحافظات الجنوبية والوسطى إلى النزول إلى الشوارع”.
وأضاف، أنه “مع بدء الاحتجاجات المضادة مساء الاثنين، يلوح خطر اندلاع أعمال عنف في العراق بشكل كبير”، مبيناً أنه “عندما دعا الصدر العشائر العراقية والقوى السياسية الأخرى للانضمام إلى ما أسماه ثورة، تصاعدت التوترات في البلاد”.
وتابع “ميدل إيست آي”، أنه “رداً على ذلك، دعا تحالف الإطار التنسيق، والذي أحبط الصدر في كل منعطف أثناء سعيه لتشكيل حكومة بعد فوزه في انتخابات أكتوبر الماضي، إلى تظاهرة دعماً للشرعية ومن أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة”.
وأشار إلى أنه “في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين انتشرت قوات الأمن في أنحاء بغداد، وخاصة في المطار والمنطقة الخضراء، ثم نشر الصدر قواته شبه العسكرية من سرايا السلام في الشوارع المؤدية إلى المنطقة الخضراء، حيث تتمركز معظم المباني الحكومية والسفارات، وبحلول مساء الاثنين بدأ بعض أنصار الإطار بالتوجه إلى المنطقة الخضراء، على الرغم من تلقيهم أوامر بتجنب المواجهات مع الصدريين”.
ونقل موقع “ميدل إيست آي”، عن قادة في التيار الصدري قولهم، إن “العديد من القادة السياسيين والدبلوماسيين الغربيين حاولوا التواصل مع الصدر لتهدئة الموقف وفتح قنوات حوار بين الطرفين ، لكنه يرفض استقبال أي زوار أو مكالمات من غير الصدريين”.
وبحسب قادة التيار الصدري، إنهم “يدركون تمامًا أن خصومهم لن يلتزموا الصمت وأن المواجهة العسكرية مرجحة جدًا، يقولون إنهم يتوقعون العنف ومستعدون له”.
وذكر أحد قادة التيار الصدري للموقع البريطاني، أن “الصدر مستعد للذهاب حتى النهاية، وهو مستعد أيضًا لأسوأ السيناريوهات”، واصفًا “الصدر بأنه غاضب من خصومه لدرجة الكراهية”.
وأكد القيادي الصدري للموقع، أن “الصدر لن يرضى حتى يؤذيهم. وسيواصل التصعيد حتى يعترفوا بخطئهم ويعترفون بأنه من أبرز اللاعبين في العملية السياسية والعراق ككل”.
وأضاف: “لن نهاجم أحدا ولن نبدأ قتالا. أوامرنا واضحة في هذا الصدد لكن الأمر يتغير تماما في حالة الدفاع عن النفس. لن نقف مكتوفي الأيدي إذا اعتدى علينا أحد”.
وأشار “ميدل إيست آي” إلى أن “الصدر لديه الملايين من أتباعه، ويسيطر على واحدة من أكبر الفصائل الشيعية، إنه واحد من رجلين في العراق قادرين على جلب الملايين إلى الشارع بكلمة واحدة، إلى جانب آية الله العظمى السيد علي السيستاني”.
ويضيف القادة الصدريون، أن “الصدر رأى في ذلك تحديًا ومحاولة لاستفزازه، كان ترشيح السوداني هو الذي دفعه إلى إرسال أتباعه إلى المنطقة الخضراء ومنع البرلمان من الجلوس”.
وقال مسؤول حكومي كبير للموقع البريطاني إن “الصدر قد تحول إلى مشكلة كبيرة لخصومه منذ سنوات، وجوده مشكلة وغيابه مشكلة، يمتلك رجالًا وأسلحة وأموالًا ويريد حاليا أن يقول للجميع أنه رغم عدم تمكنه من تحقيق هدفه في البرلمان وفق معاييرهم ، فإنه سيصل إليه من خلال نفوذه في الشارع ومعاييره الخاصة”.
وبحسب المسؤول فإن “خصوم الصدر مرتبكون وغير واثقين من كيفية التعامل معه، إذا لجأوا إلى القوة فلن يتردد في اللجوء إليها، وإذا لجأوا إلى الهدنة والتسوية فهو يريد إنهائها لذلك تجاهلوه ، والآن يدفع الجميع الثمن”.
وذكر “ميدل إيست آي”، أن “جميع القوى الشيعية، بما في ذلك إيران، تدرك تمامًا عواقب تدخل السيد السيستاني ضدهم”.
ونقل الموقع عن قادة بالفصائل، قولهم إنه “إذا تم النظر إلى أي فصيل على أنه يشجع على القتال أو يدعمه ، فيمكن للسيستاني إنهاء وجوده بفتوى أو بيان”.
وقال قائد مقرب من السيد السيستاني، للموقع البريطاني: “نحن قلقون بشأن ما يحدث الآن، ونخشى من ردة فعل الصدر وأنصاره ، لكننا لا نرى ضرورة لتدخلنا الآن”.
وتابع: “في المعارك الحديثة ، لم يعد العنصر البشري هو العامل الحاسم ، بل التكنولوجيا كذلك. تمتلك العديد من الفصائل المسلحة تقنيات حديثة يمكنها إنهاء أي معركة لصالحها، ولكن السؤال هو، هل سيسمح أي من صناع القرار للأشياء بالانزلاق إلى قتال؟”.
وأضاف “بالنسبة لنا نحن نراقب الأمور وننتظر الأوامر ولن نتدخل في هذه المرحلة لصالح أي طرف لكننا لن نتردد في الدفاع عن أنفسنا ومواقفنا”.