موسكو تتحدث عن “انتصار مهم”.. وكييف تتصدى لمسيرات وصواريخ روسية

أعلنت روسيا التصدي لقوات أوكرانية وتدميرها على محورين، فيما قالت كييف إنها أسقطت مجموعة من الصواريخ والطائرات المسيرة خلال ضربة جوية روسية ليلاً.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن تجمع قوات “الشرق” نفذ عملية تدمير ناجحة على محورين في منطقة العمليات الخاصة، حيث تم تدمير أكثر من 50 آلية عسكرية تابعة لأوكرانيا، بما في ذلك 21 دبابة.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن رئيس المركز الإعلامي لتجمع قوات “الشرق” الروسية أوليج تشيخوف، قوله إن “تجمع قوات الشرق بدعم من المدفعية والطيران نجحت في تحقيق انتصار مهم ضد العدو في اتجاه يوجنو دونيتسك.

وأشاد تشيخوف بالشجاعة والبطولة التي أظهرها عسكريو تجمع قوات “الشرق” في تنفيذ مهامهم القتالية بكفاءة ونجاح.

اجتماع زيلينسكي
في المقابل، قال سلاح الجو الأوكراني، الجمعة، في بيان، إنه أسقط 4 صواريخ كروز و10 طائرات مسيرة هجومية خلال ضربة جوية روسية ليلاً.

وأضاف أن القوات الروسية أطلقت 16 طائرة مسيرة و6 صواريخ كروز خلال الهجوم، وأن صاروخين آخرين أصابا هدفاً مدنياً في وسط أوكرانيا خلال هجوم وقع في وقت سابق مساء الخميس.

ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، عبر حسابه على “تيليجرام”، صورة لاجتماع مع قيادة القوات الأوكرانية، واصفاً الاجتماع بـ”اللقاء المهم”.

وظهر في الصورة ألكسندر سيرسكي قائد القوات البرية الأوكرانية وقائد المجموعة العملياتية الاستراتيجية للقوات “تافريا”.

الهجوم المضاد
وشنَّ الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً ضد القوات الروسية، مما فتح مرحلة حاسمة في الحرب، وفقاً لما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست”، الخميس، التي وصفت الهجوم بأنه يمثل “اختباراً محورياً” لاستراتيجيات الولايات المتحدة في إعداد القوات التابعة لكييف.

وكثفت القوات الأوكرانية، بما في ذلك الوحدات المدرّبة على تكتيكات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ضرباتها على مواقع الخطوط الأمامية جنوب شرقي البلاد، خلال وقت متأخر الأربعاء، في محاولة لاستعادة الأراضي التي تحتلُّها روسيا، وفقاً لما نقلته الصحيفة عن 4 أشخاص تابعين للجيش الأوكراني.

وتحدث المصادر العسكرية الأربعة، من بينهم ضباط، شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة التطورات في ساحة المعركة علناً.

في المقابل، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، إنَّ القوات الأوكرانية حاولت اختراق خطوط الجيش الروسي في منطقة زابوروجيا، بعتاد يصل إلى 1500 جندي و150 مركبة مدرعة.

معركة زابوروجيا
ولطالما كان ينظر إلى منطقة زابوروجيا على أنها الموقع الأكثر استراتيجية، والأكثر احتمالاً للحملة الأوكرانية الجديدة.

وأوضحت “واشنطن بوست” أنه من خلال قطع الحقول المنبسطة في المنطقة جنوباً، يمكن أن تهدف قوات كييف إلى قطع “الجسر البري” بين البر الرئيسي لروسيا وشبه جزيرة القرم، إلى جانب قطع خطوط الإمداد الروسية الحيوية.

من جانبه، أكد المتحدث باسم الوحدات العسكرية الأوكرانية على خط الجبهة الشرقية والجنوبية، فاليري شيرشين، حدوث “المزيد من النشاط” في منطقة زابوروجيا، لكنه أضاف أنه “لن يصفه بالشيء الكبير”.

وأشار شيرشين في مقابلة مع الصحيفة إلى أن القوات الأوكرانية لا تزال عموماً في “عملية دفاعية” بمنطقة زابوروجيا.

عقبات “شرسة”
وقالت الصحيفة إن هناك عقبات شرسة تقف في طريق أوكرانيا داخل ساحة معركة زابوروجيا، حيث أمضت القوات الروسية شهوراً في تحصين المنطقة بالألغام والخنادق.

كما أشار عضو في أحد الألوية المشاركة بالهجوم في الجنوب الشرقي إلى ما وصفه بـ”القتال العنيف المستمر”.

وأضاف أنه “أمر صعب للغاية في الميدان.. مدفعيتنا وطائراتنا تعملان، لكن الروس يعملون أيضاً. إنه أمر صعب بالنسبة لنا ولهم.. القوات المسلحة تتقدم.. لكن ليس بالسرعة التي أردناها”.

وذكر مسؤولون أوكرانيون مراراً، خلال الأيام الماضية، إنهم لن يصدروا إعلاناً رسمياً بأنّ الهجوم المضاد قد بدأ، وأنه لن يكون هناك إجراء واحد يمثل بدايته.

وكتبت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار عبر “تيليجرام”، الخميس، أنَّ المعارك جارية من أجل فيليكا نوفوسيلكا. وقالت إن الروس كانوا في “حالة دفاع نشط” بالقرب من أوريخوف، وهي بلدة قريبة من الجبهة في زابوروجيا.

“اختبار محوري”
وبحسب “واشنطن بوست”، من المتوقع أنْ “تظهر نتائج الهجوم على مدار أشهر وسيكون بمثابة اختبار محوري لاستراتيجية تقودها الولايات المتحدة لإعداد القوات الأوكرانية بأكثر تكتيكات الحرب تقدماً”.

وقال إيجور ستريلكوف، الضابط السابق في جهاز الأمن الروسي الذي لعب “دوراً وحشياً” في ضم موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014، وبعد ذلك حربها في إقليم دونباس، الخميس، إنه من الواضح أن الهجوم المضاد لأوكرانيا قد بدأ.

وكتب ستريلكوف على “تيليجرام”: “ربما، يمكننا الآن القول بشكل موثوق إن هجوم كييف بدأ قبل 5 إلى 6 أيام”، مقدماً بذلك تحليلاً لتحركات القوات في النقاط الساخنة المختلفة على طول الجبهة.

ويزداد الهجوم المضاد مع تفاقم الأزمة في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، حيث أدى تدمير سد كاخوفكا الذي تسيطر عليه روسيا ومحطة الطاقة الكهرومائية، الثلاثاء، إلى تدفق المياه فوق ضفاف نهر دنيبرو وإلى عشرات المجتمعات السكنية في الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا وروسيا.