بدأ العراقيون مراسم عاشوراء، بالتظاهر والاعتصام تحت قبة البرلمان، من أجل إنهاء المحاصصة والفساد وتغيير النظام السياسي في العراق بعد نحو عقدين من الإطاحة بالنظام السابق.
وشهدت أروقة مجلس النواب داخل المنطقة الخضراء اعتصاماً مفتوحاً نظمه العراقيون من شرائح عدة، رافقه نصب الخيام والمواكب الحسينية وتقديم الخدمات للمعتصمين تتضمن توزيع المأكل والمشرب بهدف ديمومة الاحتجاجات.
ويأتي هذا الاعتصام، بعد أكثر من ثمانية أشهر من انسداد خيم على العملية السياسية عقب الانتخابات التي جرت في تشرين الأول من العام الماضي، والتي فازت بها الكتلة الصدرية بأكثر من 73 مقعداً.
وقد يؤدي هذا التصعيد إلى نحو تعقيد أكثر للمشهد السياسي، في البلاد التي تعيش شللاً كاملاً منذ الانتخابات التشريعية المبكرة في تشرين الأول/أكتوبر 2021، مع مفاوضات ومناوشات لا تنتهي بين الأحزاب الكبرى العاجزة حتى الآن عن الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس جديد للحكومة.
وأقدمت المواكب الحسينية داخل البرلمان على توزيع الحساء والبيض المسلوق والخبز والمياه على المعتصمين الذين قضوا ليلتهم الأولى في البرلمان، وفي حديقته جلس البعض على حصائر تحت شجر النخيل بينما نام آخرون على فرش وأغطية وضعت على أرض المجلس.
وانتشر الباعة المتجولون في المكان، وهم يقدّمون للمعتصمين المشروبات الباردة مثل التمر الهندي، والمثلّجات، والسجائر.
وفي محاولة لبث روح الثورة الحسينية لدى المعتصمين، بثت أناشيد دينية عبر مكبّرات صوت، إيذاناً ببدء مراسم عاشوراء وانطلاق ثورة انتصار الدم على السيف الإصلاحية.
ويرفض المتظاهرون اسم محمد شياع السوداني الذي رشّحه الخصوم السياسيون للصدر لمنصب رئيس الوزراء في الإطار التنسيقي الذي يضمّ عدداً من الكتل الشيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي.
وإثر تظاهرات التيار الصدري السبت، توالت الدعوات إلى التهدئة والحوار من مختلف الأطراف السياسية العراقية، وفي هذا السياق المتوتر، جرى تعطيل الدوام الرسمي أمس الأحد في كافة المحافظات بمناسبة بداية شهر محرم.
ويمارس الضغط الشعبي على خصومه، ترك الصدر لهم مهمة تأليف الحكومة، بعد أن استقال نواب التيار الصدري الـ73 في حزيران الماضي من البرلمان، بعدما كانوا يشغلون المجلس ككتلة، أكبر عدد من المقاعد فيه.
وكان التيار الصدري الذي يملك أكبر عدد من النواب البالغ عددهم 329 نائباً، يريد اختيار رئيس الوزراء وتشكيل حكومة أغلبية بالتحالف مع أحزاب سنية وكردية، لكنه لم يتمكّن من ذلك لأنه لم يحقق الغالبية اللازمة في البرلمان.
ويريد الصدر أن يبعث رسالة لمن هم بصدد تشكيل الحكومة أنه لا يزال يملك قوة الشارع، في مساعيه لإزاحة الطبقة الفاسدة عن الحكم والبدء بتغيير شكل النظام وتعديل الدستور.