تحت عنوان ” معركة نفوذ في البصرة تُعيد رسم التحالفات الانتخابية داخل معسكر القوى الشيعية” قالت تقرير لمعهد واشنطن إن كتائب حزب الله تعمل بنشاط على إثارة الخلاف بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ومحافظ البصرة النافذ أسعد العيداني، كجزء من جهد أوسع لتوسيع نفوذ كتائب حزب الله على البصرة، المحافظة الأكثر إستراتيجية في العراق نظرًا إلى ثروتها النفطية وموانئها وسواحلها.
وجاء في تقرير معهد واشنطن أنه حتى وقت قريب، أن حملة كتائب حزب الله ضد العيداني اكتسبت زخمًا في فبراير 2024 مع تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية المكلّفة بالتحقيق في الانتهاكات المزعومة من قبل حكومة البصرة المحلية والتي يرأسها النائب سعود الساعدي رئيس كتلة كتائب حزب الله البرلمانية.
ولفت التقرير إلى أن أعضاء اللجنة تم اختيارهم من قبل محسن المندلاوي، القائم بأعمال رئيس مجلس النواب، والمعروف بعلاقاته الوثيقة مع القائد البارز في كتائب حزب الله عبد العزيز المحمداوي، المدرج على قائمة العقوبات الأميركية، والمعروف أيضًا باسم أبوفدك، والذي يشغل أيضًا منصب رئيس أركان قوات الحشد الشعبي.
واستكمل التقرير بأن اللجنة أكملت تحقيقاتها في فبراير، وقدمت تقريرها النهائي إلى رئيس مجلس النواب ونائبيه، أحدهما المندلاوي، في أبريل وظلت طي الكتمان حتى 20 مايو، عندما أعلن النائب الساعدي أن اللجنة أوصت بإقالة محافظ البصرة ظرًا إلى انتهاكات ومخاوف أخرى تتعلق بمخالفات مشتبه بها في مشاريع مختلفة ما يعني أن كتائب حزب الله الآن تستغل اللجنة كأداة سياسية للتأثير على الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث جاء إعلان الساعدي في خضم خلاف علني بين رئيس الوزراء السوداني والمحافظ العيداني.
وأشار التقرير إلى أن القضية تعود إلى الحملة التي أطلقتها محافظة البصرة حملة لهدم المنازل المبنية بشكل غير قانوني على أراضٍ وصفها مجلس محافظة البصرة بأنها مملوكة لمواطنين لكن مقاطع فيديو لعمليات الهدم أثارت ردود فعل غاضبة ما دفع مكتب رئيس الوزراء إلى إصدار بيان يؤكد فيه أهمية إيجاد بديل قبل إزالة أيّ مساكن غير مرخصة لكن العيداني رد فورًا برفض دعوة رئيس الوزراء، مؤكدًا أن العراق دولة اتحادية وأن توجيهات رئيس الوزراء غير مُلزمة للمحافظات واستغلت الفصائل منصاتها الإعلامية، لدعم موقف السوداني باتهام العيداني بالتربح الشخصي من الأرض المستهدفة بالهدم.
