نشر معهد واشنطن تقريرا عن طريق التنمية وما إذا كان العراق قادرا على الانخراط فيه في ظل دوامة التناطح الأمريكي والخليجي في وجه طهران وحلفائها ، حيث تسببت حالة التنافس الثنائية هذه في إنهاك قوى العراق داخلياً وجعلته ساحة لتصفية الحسابات، ودفع العراقيون ثمناً باهظاً جراء هذا الوضع.
وقال التقرير إن التطورات الإقليمية بدأت تُشير إلى أن الانكماش الأمريكي الدولي والعجز الروسي لقيادة القسم المضاد لأمريكا من العالم، ما يُمهد الطريق لبكين لشقّ طريقها السياسي إلى تلك المنطقة.
وأضاف التقرير أن العديد من المسؤولين العراقيين يعلقون آمالهم على مشروع طريق التنمية كمقدمة لعلاقة جديدة مع بكين حيث يتكون المشروع من عناصر مشابهة للمشاريع الصينية في عدد من دول وسط آسيا حيث يتألف من حركة تجارية افتراضية مُرتبطة بتطوير الموانئ وشبكة طرق سريعة تمتد من الخليج إلى مدخل تركيا من جهة زاخو كما يتضمن السكك الحديدثة الطويلة التي تستخدم لنقل البضائع والأشخاص.
وأشارت معهد واشنطن إلى أن التحديات التي تقف أمام تنفيذ المشروع كثيرة وأولها البنية التحتية المنهارة، والخدمات الأساسية الضعيفة، والهشاشة الأمنية التي لازالت تلقي بظلالها على البلاد كما أن الميزانية هي ميزانية ريعية غير مستقرة ومرتبطة بسعر النفط، ما يشكل وضع اقتصادي غير مستدام لدولة تأمل في الاستثمار في مشاريع الأعمال الكبرى كذلك هناك ارتياب لدى إقليم كردستان من مسارات المشروع حيث يقول مسؤولون أكراد أنه يتفادى المرور بالإقليم بهدف تحجيم دوره الاقتصادي بشكل متعمد “تحت حجة صعوبة الجغرافية الجبلية هناك.”
وبين التقرير أنه على الرغم من أن المشروع نفسه كان ينبأ بنمو اقتصادي حقيقي للعراق ، إلا أنه قد يدفع الدول التي تستفيد من واقع العراق الحالي لمعارضة تنفيذه، وقد تكون ايران أحد هذه الدول المعارضة، خاصة اذا تحسست الخطر على نفوذها السياسي والاقتصادي في العراق.