نشر معهد صوفان تقريرا بعنوان ” العراق يعاني من التيارات الإقليمية المتقاطعة ” جاء فيه إنه انهيار نظام الأسد وإضعاف إيران أدى إلى تغيير الوضع الأمني للعراق بشكل كبير، مما جعل بغداد تعتمد بشكل متزايد على كل من واشنطن بسبب تصاعد تهديدات داعش على الحدود العراقية السورية
ويقول التقرير إن التهديد المتصور النابع من سوريا يثير تساؤلات حول المضي في التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والعراق، والذي تم تحديد معاييره قبل ثلاثة أشهر من انهيار الأسد حتى أن فصائل الميليشيات التي حرضت للانسحاب الأميركي ، تعيد النظر في معارضتها لاستمرار الوجود الأميركي “بسبب التطورات الإقليمية المتغيرة” ومخاوفها من جماعات الإرهاب
وأضاف معهد صوفان أن قادة الميليشيات تبنوا موقفا أقل عدائية تجاه الولايات المتحدة كما أن الحكومة بدورها تراجعت عن مساعيها لنزع سلاح الجماعات المدعومة من إيران والانتقال إلى أحزاب سياسية بحتة.
وأشار التقرير إلى أنه لم يغير القادة العراقيون والأمريكيون، حتى الآن، خططهم لنقل العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق إلى إطار استراتيجي دائم يتطلب انسحاب بعض القوات الأميركية البالغ عددها 2500 جندي، في حين يعاد انتشار العديد منهم إلى الأراضي التي تسيطر عليها «حكومة إقليم كردستان» في شمال العراق حيث من المقرر أن تكتمل عملية إعادة التنظيم المخطط لها في سبتمبر لكن بعض المصادر تقول إن الحكومة العراقية تفضل أن تؤجل الولايات المتحدة إعادة التموضع إلى أن تصبح بغداد واثقة من قدرتها على التصدي لأي تهديدات جديدة تنطلق من سوريا.
واختتم التقرير بأن هناك سؤال آخر مفتوح هو ما إذا كان رفع الرئيس دونالد ترامب لجميع العقوبات على سوريا سيولد الاستياء في العراق حيث فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على العديد من البنوك العراقية كما رفض ترامب تمديد الإعفاء من العقوبات الذي مكن العراق من دفع ثمن الكهرباء والغاز الطبيعي الذي توفره إلى العراق لإيران بمعنى أن العراق وعلى الرغم من تحالفه الطويل الأمد مع واشنطن، يدفع ثمنا لعلاقاته مع إيران، في حين أن سوريا التي لم يتم اختبار قيادتها، تجني ثمار طرد الحلفاء الإيرانيين من الأراضي السورية.
