نشر معهد الشرق الأوسط تقريرا بعنوان “العراق على حبل مشدود” جاء فيه إن الحكومة العراقية تروج لمشاريع اقتصادية طموحة، منها طريق التنمية، وهو ممر تجاري بري ضخم يربط الخليج بتركيا وأوروبا وما وراءها إلا أنها لا تستطيع التحرك فيه بسبب المصالح المتضاربة وتباطؤ الإصلاحات الجادة, بينما يُلقي الاعتماد المفرط على عائدات النفط، والنقص الحاد في الكهرباء، وارتفاع معدلات البطالة، والتدهور البيئي بظلاله الثقيلة على التقدم ومن المرجح أن تُعيد انتخابات أكتوبر تشكيل المشهد السياسي من جديد.
وقال المعهد في تقريره إن استئناف حملة “الضغط الأقصى” الأميركية على إيران يشكل مصدر قلق آخر لبغداد, حيث تتخذ إدارة ترامب موقفًا حازمًا، وقررت عدم تجديد إعفاء العراق من استيراد الكهرباء من إيران. وبينما لا تُغطي الطاقة الإيرانية سوى 4% من استهلاك العراق، فإن أي انخفاض في الإمدادات خلال أشهر الصيف الحارة قد يؤدي إلى انقطاعات واسعة النطاق للكهرباء وإشعال اضطرابات عامة. ومما يُثير القلق أكثر اعتماد العراق على الغاز الطبيعي الإيراني، الذي يُغذي ما يقرب من ثلث محطات توليد الطاقة لديه. وبينما تُكثّف بغداد إنتاجها المحلي وتبحث عن بدائل ، فإن الحلول لا تزال على بُعد سنوات، مما يُعرّض البلاد للخطر.
وأضاف معهد الشرق الأوسط أن الولايات المتحدة تضغط أيضًا على العراق لكبح جماح قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران، والتي يمتد نفوذها إلى ما هو أبعد من المسائل الأمنية, فبعض السياسيين العراقيين يدعمون إخضاعهم لسيطرة الدولة الأكثر صرامة، خوفًا من سيناريو يشبه حزب الله حيث يتورط العراق في صراعات إسرائيلية إيرانية؛ لكن لقوات الحشد الشعبي العديد من الحلفاء السياسيين في الحكومة والبرلمان أيضًا التي ترفض ذلك رفضا قاطعا وتصمم على أن قوات الحشد الشعبي تمثل “عنصرًا حاسمًا من عناصر السلطة في العراق، ويجب بذل المزيد من الجهود للحفاظ عليها وتعزيزها.
وأضاف معهد الشرق الأوسط أن العراق في وضع صعب للغاية, فهو يسعى إلى الاستقرار والانتعاش الاقتصادي ولكنه يواجه ضغوطًا إقليمية ودولية متزايدة بدءا من سوريا التي لا يمكن التنبؤ بها إلى المواجهة الأميركية الإيرانية المتصاعدة، لذا يجب على العراق أن يتعامل بحذر مع تحالفاته لتجنب الانجرار إلى دورة أخرى من الصراع.
