مؤتمر للتطبيع أم استعراض انتخابي

مؤتمر في أربيل بقيادة الشيخ وسام الحردان رئيس صحوات العراق السابق والمقرب من رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي .. مؤتمر عنوانه السلام مع إسرائيل اثار ضجة سياسية كبيرة وفتح الباب على مصراعيه للاستثمار السياسي لرؤوساء الكتل والأحزاب والفصائل المسلحة لاستعراض بياناتها الرافضة والتي تتوعد القائمين عليه .. استعراض انتخابي هكذا يراه البعض في الوقت الذي يقترب فيه موعد انتخابات تشرين ,

توقيت المؤتمر المشبوه جاء متزامنا مع احتدام الصراع الانتخابي , لكن ذلك لايمنع الأسئلة من فرض نفسها على مقارنة ردة الفعل تجاه الفعل .. تسابقت أحزاب الفساد والفشل والخراب والقتل على كتابة بياناتها الرافضة والمدينة في محاولة التظاهر بالوقوف الى جانب حقوق الشعوب غير انهم يتغافلون عن الرفض الشعبي من الداخل لهم لاسباب لم يعد احد يجهلها !! اين حق الضحايا منذ استلامكم للسلطة ؟؟ وأين هي حقوق العراقيين الذين باتوا يتحسرون على لقمة تسد رمق جوعهم في بلد يطفح على بحر من الثروات ؟؟ ماذا عن القاتل الذي يتجول بحرية بينما الضحية خائفا هاربا ؟؟ ماذا فعلتم للعراقيين ؟؟ أسئلة يتهرب منها ماسكوا السلطة لانها تفضح الحقيقة وزيف الشعارات والمتاجرة .. يعني ذلك ان من دافع عن فلسطين ـ لفظيًا وعنتريات فارغة ـ هم أنفسهم مضطهدو شعوبهم، من المقاومين الإسلاميين الجدد، شيعة وسنة، وإذا أردت أن تسفّه قضية اختر لها محاميًا تافهًا.

رفض التطبيع لايقتصر على الكيان الصهيوني وحسب بل على كل غاصب للحق ومشترك بالجريمة بحق الشعوب فهل يدرك ساسة العراق ان الشعب العراقي قد قال كلمته في ثورة رفعت شعارا موحدا وهتفت بصوت عال لا للحوار مع الغاص والفاسد والقاتل .. والتطبيع مع الفاسدين مرفوض .. لفلسطين حق وللعراق حق وكلاهمها يرزحان تحت وطأة احتلال غاصب بعناوين مختلفة لكنها تتشابه بالقتل .. في فلسطين إحتلال إسرائيلي وفي العراق احتلال سياسي لعصابات الموت والفساد .. هنا العراق يرفع راية التغيير ملوحا بالتضامن مع حق فلسطين بعيدا عن المتاجرين بقضيته !!