الكاتب / عامر القيسي
انما الدين النصيحة ، والسؤال : اية نصيحة ؟
نصائح تؤدي الى الجحيم وغيرها الى الهاوية وبعض من النوايا الحسنة تودي الى الجحيم أيضاً ..السيد ميثاق المساري عضو المكتب السياسي لمنظمة بدر وعضو مجلس النواب الموقر ينصح الحكام الجدد في سوريا وتحديدا احمد الشرع حالياً وأبو محمد الجولاني سابقاً بالاقتداء بالتجربة العراقية ، ليس بأخذ العبر والدروس من كوارثها ومعلقاتها منذ عقدين من الزمن ، بل بالسير على منهجها وبذلك يريد المساري ان يوّرط الرجل وقيادته بما نحن فيه من أزمات وفوضى وغياب الرؤيا !
نصيحة نصوحة بنوايا حسنة على الاغلب ، الا انها تودي الى متاهات ماخضنا فيه من عمى سياسي وفكري ومنتجات منطلقات سياسية وفكر سياسي أهال التراب على العملية السياسية في البلاد حتى ان الراعي الرسمي للعملية وهي واشنطن تصرخ وتنادي بالتغيير ، بل ان ما يسمى آباء العملية السياسية ينادون بالتغيير معلنين فشلهم الفاضح في قيادة البلاد الى شواطئ الأمان ، والأكثر عمقاً في تقييم التجربة العراقية انها مشمولة بخارطة الشرق الأوسط الجديد ، مما يعني ان استحقاقات فشلها هو التغيير الجذري على مستوى المنطلقات والآليات والمناهج وبالتالي النتائج .
نصيحتي المضادة للقيادات السورية الجديدة وهم يخوضون بتجربة مختلفة عن التجربة العراقي الا بالتفاصيل رغم مخاوفي ومخاوفنا من الظلال الرمادية والضبابية للتجربة السورية بفعل اختلاط مناهجها واختلاف توجهاتها وعدم وضوح منهجها السياسي فما زالت في طور التجريب أو انها سائرة من اللعب النظيف الى اللعب الخشن ما ان تتمكن من الوضع !
أقول نصيحتنا ان لا تقربوا من تجربتنا فقد ذقنا مرارتها ودفعنا ثمن فاتورتها المكلفة ومازلنا نعتقد ان فواتيراً لاحقة علينا تسديدها بفعل الأخطاء الكارثية المتواصلة والمتراكمة التي ارتكبتها طبقة سياسية فاشلة وجاهلة وفاسدة ، لا تستمع الى النصائح العقلانية ، فيما تصدّر النصائح القاتلة للتجربة السورية التي نتمنى ان لا تخيب آمالنا وآمال الشعب السوري أولا وأخيراً !
السؤال الذي كان على السيد المساري ان يجيب عليه قبل توجه النصائح للشرع ورفاقه ، عن أي تجربة يتكلم ..عن تجربة المحاصصة المقيتة أو الفساد المالي الذي نهب البلاد أو سياسة الثارات أو اقصاء الكفاءات أو زج البلاد بصراعات لأناقة لنا فيها ولا بعير ..!
عن ماذا ينصح …؟
عن مستويات الفقر والامية وخروج العراق من تصنيفات التربية والتعليم والصحة وطعون الانتخابات في ادنى مشاركة شعبية فيها، عن السلاح المنفلت الذي لا تستطيع الحكومة الاقتراب من خطوطه الحمراء ..عن قمع انتفاضة تشرين بقساوة الأنظمة الدكتاتورية …عن فشل مجلس النواب في تشريع القوانين المفيدة للمواطنين والالتهاء بمشاريع قوانين طائفية ..!!