كوريا الشمالية تطلق صاروخا بالستيا حلق فوق اليابان وواشنطن تتشاور مع حلفائها للردّ “بقوة”

في حلقة جديدة من مسلسل التجارب الصاروخية التي تجريها بيونغ يانغ، أطلق الجيش الكوري الشمالي صاروخا بالستيا “غير محدد”، وهو ما أدانته اليابان التي قالت إنه حلق على الأرجح فوق أراضيها الشمالية قبل أن يسقط في المحيط الهادئ. وأعلنت طوكيو أنها حذرت سكان منطقتين تقعان في شمال الأرخبيل ودعتهم إلى الاحتماء. ولاحقا، أعلن البيت الأبيض أنّ الولايات المتّحدة تشاورت مع اليابان وكوريا الجنوبية للردّ “بقوة” على كوريا الشمالية.

أعلن الجيش الكوري الجنوبي، صباح الثلاثاء، أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا بالستيا غير محدد، في حلقة جديدة من مسلسل التجارب التي تجريها بيونغ يانغ في وقت تكثف فيه سول مناوراتها العسكرية المشتركة مع واشنطن.

وقالت رئاسة الأركان في سول إن “كوريا الشمالية أطلقت صاروخا بالستيا غير محدد باتجاه الشرق”، من دون مزيد من التفاصيل.

وبيونغ يانغ التي تمتلك السلاح النووي أجرت هذه السنة سلسلة تجارب غير مسبوقة من حيث الوتيرة. وبلغت هذه التجارب ذروتها الأسبوع الماضي حين أطلق الجيش الكوري الشمالي 4 صواريخ بالستية قصيرة المدى.

وأجرت سول وطوكيو وواشنطن في 30 أيلول/ سبتمبر تدريبات ثلاثية ضد غواصات، في سابقة من نوعها منذ 5 سنوات. وأتت هذه التدريبات بعيد أيام من مناورات واسعة النطاق أجرتها القوات البحرية الأمريكية والكورية الجنوبية قبالة شبه الجزيرة. 

وفي 29 أيلول/ سبتمبر الفائت أجرت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس زيارة إلى سول تفقدت خلالها المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، في رحلة هدفت إلى التأكيد على التزام الولايات المتّحدة “الثابت” الدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة الشمال.

إدانة يابانية

وفي الأثناء، أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أن بلاده “تدين بشدة” إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً حلق على الأرجح فوق أراضيها الشمالية قبل أن يسقط في المحيط الهادئ. وقال كيشيدا للصحافيين إن “صاروخاً بالستياً عَبَر على الأرجح فوق بلدنا قبل أن يسقط في المحيط الهادئ. إنه عمل عنف يأتي عقب عمليات إطلاق متكرّرة وحديثة لصواريخ بالستية. نحن ندين بشدة هذا الأمر”.

وأصدرت السلطات اليابانية تحذيراً إلى سكان منطقتين تقعان في شمال الأرخبيل، مناشدة إياهم الاحتماء بعد إطلاق بيونغ يانغ الصاروخ.

بدوره تعهد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك-يول بـ”رد حازم” على إطلاق كوريا الشمالية الثلاثاء صاروخاً بالستياً متوسط المدى حلّق فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادئ.

وقالت الرئاسة الكورية الجنوبية في بيان إن هذه التجربة الصاروخية الكورية الشمالية هي “استفزاز” جديد “ينتهك بوضوح المبادئ الدولية ومعايير الأمم المتحدة، وقد أمر (يون) برد حازم و(باتخاذ) إجراءات مناسبة بالتعاون مع الولايات المتّحدة والمجتمع الدولي”.

تنديد أمريكي

ونددت القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بإطلاق كوريا الشمالية صاروخا فوق اليابان الثلاثاء، مؤكدة أن “التزامات واشنطن بالدفاع عن اليابان و كوريا الجنوبية لا تزال صارمة”. وذكرت في بيان أن “الولايات المتحدة تدين هذه الأعمال وتدعو كوريا الشمالية إلى الامتناع عن المزيد من الأعمال غير القانونية والمزعزعة للاستقرار”.

وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تشاورت مع اليابان وكوريا الجنوبية للرد “بقوة” على إطلاق كوريا الشمالية صباح الثلاثاء صاروخا بالستيا حلق فوق اليابان وسقط في المحيط الهادئ. وأجرى مستشار الأمن القومي جايك ساليفان محادثات منفصلة مع نظيريه الكوري الجنوبي والياباني لبلورة  رد “دولي مناسب وقوي”.

وقالت آدريين واتسون المتحدثة باسم ساليفان في بيان إنه أعاد التأكيد على “الالتزام الراسخ” للولايات المتحدة الدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية.

وكثفت بيونغ يانغ برامج أسلحتها المحظورة في ظلّ تعثر المفاوضات مع الولايات المتّحدة، فأجرت عدداً قياسياً من التجارب العسكرية هذه السنة وأقرّت قانوناً جديداً يجيز لها تنفيذ ضربات نووية وقائية بما في ذلك ردّاً على هجمات بأسلحة تقليدية، في خطوة جعلت من قوتها النووية أمراً “لا رجعة فيه”.

وترجع آخر مرة حلق فيها صاروخ كوري شمال فوق اليابان  إلى 2017 في ذروة مرحلة “النار والغضب” التي تقاذف خلالها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون مع الرئيس الأمريكي في حينه دونالد ترامب شتائم من العيار الثقيل.

وفي حدث نادر، تسببت هذه التجربة الصاروخية الكورية الشمالية بتفعيل نظام الإنذار المبكر “جي-أليرت” في اليابان، حيث ظهر على شاشات التلفزيون الوطني “إن إتش كي” تحذير يدعو سكان المناطق الشمالية والشمالية الشرقية للاحتماء داخل مبان أو تحت الأرض.