في نيسان المقبل.. قرار مرتقب لترامب يتسبب بخسائر تصل لـ10 تريليونات دولار

يتجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى اتخاذ خطوة اقتصادية في نيسان/ أبريل المقبل، قد تتسبب بخسائر عالمية تصل إلى 10 تريليونات دولار، وتهدد بإشعال حرب تجارية دولية، لارتباطها برسوم جمركية على واردات السيارات والأدوية والسلع.

وقد حذر الخبير السعودي في التجارة الدولية، فواز العلمي، خلال حديثه لقناة “سكاي نيوز عربية”، من أن هذه الإجراءات قد تُقلب النظام التجاري العالمي رأساً على عقب، وتُسرع من تحول العولمة إلى “الأقلمة”، حيث ستتجه الدول إلى تشكيل تحالفات إقليمية بدلاً من الاعتماد على النظام العالمي الحالي.

وأوضح العلمي أن “ترامب يخطط لفرض رسوم جمركية ضخمة على سلع قادمة من عدد من الدول، وهو ما سيغير خارطة التحالفات العالمية ويُسرع من تحول العولمة إلى الأقلمة”.

ووفقاً للتقديرات، قد تصل الخسائر العالمية الناجمة عن هذه الرسوم إلى 10 تريليونات دولار، مع خسائر فادحة للاقتصادات الكبرى. فمن المتوقع أن يخسر الاقتصاد الأميركي 280 مليار دولار هذا العام، بينما قد تصل خسائر الاقتصاد الصيني إلى 450 مليار دولار بحلول عام 2025، وستخسر أوروبا 350 مليار دولار.

ومنذ دخوله البيت الأبيض، شن ترامب حرباً تجارية متصاعدة، فرض خلالها رسوماً جمركية على واردات من الصين، كندا، المكسيك، والاتحاد الأوروبي، والتي ردت بدورها برسوم مضادة.

وأشار العلمي إلى أن هذه الإجراءات جاءت نتيجة “حفيظة ترامب من استغلال بعض الدول لصفة النامية لفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الأميركية”.

وأضاف العلمي: “أميركا التزمت بجميع اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، وثبتت رسومها الجمركية على الواردات بنسبة متوسطة تبلغ 2.1%، بينما ارتفع هذا المتوسط إلى أربعة أضعاف في الصين وخمسة أضعاف في المكسيك”، هذا التفاوت أثار غضب ترامب، الذي رأى أن الولايات المتحدة تتحمل عبئاً تجارياً غير عادل.

وأكد العلمي خلال حديثه للقناة، أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تحول جذري في النظام التجاري العالمي، حيث ستتجه الدول إلى تشكيل تحالفات إقليمية بدلاً من الاعتماد على النظام العالمي الحالي.

وقال: “ستتحد الدول مع حلفائها لتشكيل شراكات اقتصادية إقليمية، وهو ما سيغير خارطة العولمة بشكل كامل”.

وأضاف أن “تصاعد حالة عدم اليقين الناتجة عن هذه الإجراءات سيُعيق الاستثمارات التجارية ويؤدي إلى انخفاض إنفاق المستهلكين، مما سيُبطئ النمو الاقتصادي العالمي من 3.2% في العام الماضي إلى 3% بحلول عام 2025، وقد يصل إلى 2.8% في عام 2026”.

الاقتصاد الأميركي، كأكبر اقتصاد في العالم، ليس بمنأى عن هذه التداعيات، فبالإضافة إلى الخسائر المالية المتوقعة، قد تدفع هذه الرسوم الاقتصاد الأميركي نحو الركود بوتيرة أسرع من المتوقع. كما أن الاقتصادات الكبرى الأخرى، مثل الصين والاتحاد الأوروبي، ستواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على نموها الاقتصادي.

وأشار العلمي إلى أن “السوق الأميركي هو الأكبر في العالم من حيث الواردات، بينما السوق الصيني هو الأكبر في الصادرات. لذلك، من الضروري أن يكون هناك ترابط بين هذه الدول، لأن العولمة أصبحت تشكل خطراً على الجميع”.

في ظل هذه التطورات، يبدو أن العالم على أعتاب تغييرات جذرية في النظام التجاري العالمي، فبينما تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة هيكلة علاقاتها التجارية، تتجه الدول الأخرى إلى تعزيز تحالفاتها الإقليمية لتجنب تداعيات الرسوم الجمركية المرتفعة.

وتُشير التصريحات والتحليلات في هذا السياق إلى أن عاصفة ترامب الجمركية قد تُشعل حرباً تجارية تُهدد بتراجع النمو الاقتصادي العالمي، وتُغير خارطة التحالفات الدولية بشكل غير مسبوق. فهل ستكون هذه الخطوة بداية النهاية للنظام التجاري العالمي كما نعرفه؟ أم أنها مجرد ضغوط تكتيكية لتحقيق مكاسب تجارية أكبر؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.

ومع اقتراب الثاني من نيسان/ أبريل، يترقب العالم بقلق ما يُطلق عليه “يوم التحرير” بالنسبة لترامب، والذي قد يكون بداية لعصر جديد من الحروب التجارية والتحالفات الإقليمية.