عراقيون يحذرون من مأساة وشيكة في المدارس الكرفانية مع حلول الشتاء

أثارت موجة الأمطار الأخيرة المخاوف من تكرار فاجعة الحمدانية التي راح ضحيتها المئات بين قتيل ومصاب في المدارس الكرفانية التي اعتمدت وزارة التربية في تشييدها على مواد سريعة الاشتعال في ظل ارتفاع معدلات الحرائق جراء التماس الكهربائي في موسم الشتاء من كل عام

وأشارت مصادر تربوية إلى وجود مئات المدارس القابلة للاشتعال في العراق التي تفتقر إلى مقوّمات السلامة مما تشكّل خطرًا حقيقيًا على حياة التلاميذ

ولفتت المصادر إلى أنّ السلطات الحكومية تتجاهل التحذيرات بعد أن تنصلت وزارة التربية من تطبيق قرارها بشأن رفع المواد سريعة الاشتعال من المدارس والمعاهد التعليمية، عقب فاجعة حفل زفاف الحمدانية أسوة بقرار مماثل اتخذته قبل ثلاث سنوات

مؤكدة أنّ المدارس الكرفانية التي تضمّ عشرات الآلاف من الأطفال تفتقر إلى البنية التحتية الصحيحة

المدارس الكرفانية فاقدة لمعايير المدارس النموذجية المبنية وفق مواصفات هندسية

شخص أكاديميون سلبيات عديدة للمدارس الكرفانية من بينها فقدانها لمعايير المدارس النموذجية المبنية وفق

مواصفات هندسية خاصة بينما المدارس الكرفانية تستخدم للطوارئ وفي الحالات الخاصة أما في حالة الاستقرار الأمني فيجب أن تلغى

الأكاديميون ذكروا إن الحل الأساسي لهذه الأبنية الكرفانية يكمن بالقضاء على جذورها ومسبباتها متمثلًا بمحاربة الفساد المالي والإداري المنتشر في دوائر الدولة فضلًا عن تهاون المسؤولين فيما يتعلق بحماية ورعاية القطاع التعليمي في العراق

مضيفين أننا نحتاج إلى جهود مضاعفة وإرادة سياسية جبارة في محاربة الفساد وهذا هو الهدف الأساسي بالإضافة إلى جهود مجتمعية تضغط على صانع القرار السياسي ليكون مجبرًا على تنفيذ مجموعة من الإجراءات التي تصب في صالح العملية التربوية

وكانت وزارة التربية قد أعلنت تراجعًا في نسبة الاعتماد على المدارس الطينية والكرفانية في العراق مؤكدة دخول أكثر من 450 مدرسة جديدة إلى الخدمة خلال العام الحالي.

الوزارة في بيان لها ذكرت إن نسبة وجود الأبنية المدرسية الطينية والكرفانية انخفضت بعد افتتاح مدارس جديدة في البلاد كما أن نسبة الدوام الثنائي والثلاثي في المدارس انخفض أيضًا

مؤكدة أن الملف يحتاج إلى تخصيصات مالية وهذا ما تسعى إليه خاصة مع التراكم الكبير في أعداد الطلاب الذي يحتاج الى ما لا يقل عن ثمانية آلاف مدرسة خلال هذه السنوات على أن تكون هناك خطط لبناء أخرى خلال السنوات المقبلة

مواطنون: المدارس الكرفانية متهالكة ومهددة بالخطر لانها من مادة سريعة الاشتعال

الى ذلك أكد مواطنين إن المدارس الكرفانية أصبحت أحد أبواب الفساد الحكومي المتواصل بتعاقب الحكومات وكل ذلك على حساب الأطفال الذين حُرموا حتى من حق التعليم الجيد أسوة بأقرانهم في بقية بلدان العالم

المواطنون ذكروا أن مدارس أبنائه الكرفانية متهالكة وغير مؤهلة ومهددة بالخطر، لانها تتكون من مادة سريعة الاشتعال، كذلك فإنها لا تقي من حر الصيف اللاهب ولا صقيع الشتاء وكل هذا على حساب الطلاب الذين حرموا حتى من حق التعليم.

مضيفين أن الدراسة في المدارس الكرفانية مزرية وصعبة فهي تفتقر إلى أبسط المقومات والبنى التحتية والمياه الصحية والقاعات الدراسية المتكاملة بالإضافة إلى مخاطر التماس الكهربائي الذي يحدث أثناء هطول الأمطار كونها مصنوعة من الحديد الموصل للكهرباء ولكننا مضطرون إلى ذلك لعدم توفر البديل

مصطلح المدارس الكرفانية عرف بعد 2011 عقب عمليات هدم المدارس آيلة للسقوط

وعرف العراقيون مصطلح المدارس الكرفانية بعد عام 2011 إبان ولاية حكومة المالكي عقب عمليات هدم المدراس آيلة للسقوط في بغداد والمحافظات ضمن مشروع عرف إداريًا وقتها بالأبنية المدرسية كحل موقت لتفادي أزمة تعليمية

ولايوجد إحصاء دقيق لعدد المدارس الكرفانية في العراق وتعلل وزارة التربية ذلك بعشوائية تشييدها وضياع تفاصيل هذا المشروع بين الحكومة ومجالس المحافظات، فضلًا عن المنظمات الإنسانية العاملة في البلاد التي تبنت بدورها تشييد عدد من هذه المدارس

ولم يكن مرور أكثر من 12 سنة كافيًا لإنجاز مشروع الأبنية المدرسية بعد أن مرَّ بسلسلة معقدة من المخاطبات الإدارية والبيروقراطية والتلكؤ والإهمال وقبل ذلك كله الفساد الذي ينخر الدولة العراقية والذي بدد بدوره الأموال المرصودة لهذه الأبنية