جولة جديدة بالصحف والوكالات الأجنبية والعربية , نبدأها من موقع دويتش فيلا الألماني الذي نشر تقريرا تحت عنوان “نهاية المهمة القتالية الأمريكية في العراق: هل هو تغيير حقيقي؟” , جاء فيه إنه على الرغم من تصاعد المخاوف بعد إعلان انتهاء المهام القتالية للقوات الأميركية في العراق، من احتمال تنامي نفوذ طهران في هذا البلد، يرى مراقبون أن واشنطن بعثت “رسالة” عبر “تغيير المهام” مفادها أن الولايات المتحدة لن تترك العراق بالكامل.
وقال التقرير الألماني إن العراق أعلن الأسبوع الماضي نهاية “المهام القتالية” لقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على أراضيه، وتحل مهمتها إلى التدريب والاستشارة حصرا ، وبموجب هذا الإعلان سيبقى نحو 2500 جندي أميركي في أدوار غير قتالية تقتصر على الاستشارة وتدريب قوات الأمن العراقية.
وأضاف التقرير أن هذا الإعلان لم يغير كثيرا في الوضع على أرض الواقع، إلا أنه أساسي بالنسبة للحكومة العراقية التي تعطيه أهمية كبرى بمواجهة تهديدات فصائل موالية لإيران تطالب بمغادرة كافة القوات الأميركية البلاد.
ويرى محللون تحدثوا لدويتش فيلا أن وجود قوات أميركية في العراق يحمل مغزى سياسيا يتمثل في استمرار الالتزام الأميركي في العراق وضمان أمنه, فيما أشاروا إلى أن بقاء 2500 جندي أميركي لا يشكلون ثقلا كبيرا أو عامل ردع لطهران، لكنه بالنهاية يعني أن الولايات المتحدة تريد ضمان أن لا يخضع العراق بالكامل للنفوذ الإيراني .
========
تحت عنوان ” التحالف الدولي ينهي مهمته القتالية في العراق ” نقلت وكالة فرانس برس عن كبير المحللين في معهد نيولاينز الأميركي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية نيكولاس هيراس قوله إن الولايات المتحدة تحتفظ الدور العسكري نفسه في العراق لكن ما يتغير هو الرسالة على حد تعبيره
وقال هيراس لفرانس برس إن البيئة السياسية والأمنية في العراق متوترة للغاية لدرجة أن إدارة بايدن تريد من الولايات المتحدة أن تبقى بعيدة عن الأضواء وتتجنب الأزمات، خصوصا مع إيران مشيرا إلى أن بعض الشبكات المقربة من الفصائل الموالية لإيران رفعت سقف تهديداتها على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بانسحاب أميركي كامل رغم أنه لم يطرح من قبل.
ويرى هيراس أن تغيير الخطاب بشأن الوجود العسكري الأميركي في العراق يعكس أيضا واقعا جديدا مفاده أن قوات الأمن العراقية لديها قدرات أكبر من ذي قبل لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
ويرى المحلل الأميركي أن إيران وأذرعها تريد فصل العراق بالكامل عن المجتمع الدولي، لكن إبقاء قوة أميركية صغيرة يمثل نواة لعلاقات متوازنة مع الجميع ويشير إلى أن الانسحاب الكامل للقوات الأميركية يعني انسحاب كل القوات الأجنبية بما فيها حلف الناتو، وهذا لا يصب في مصلحة العراق، لأن بقاءهم يعني استمرار الدعم الدولي للعراق .
==========
خلص تحليل لمعهد دراسات الحرب ومقره واشنطن إلى أن إيران وحلفائها سيواصلون حملتهم لطرد الولايات المتحدة من العراق والشرق الأوسط
وقال التحليل الذي كتبته الباحثة في المعهد كاثرين لولر إن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تبعد استقرار الشرق الأوسط – أو إبعاده عن أولوياته بأمان – دون تحقيق الاستقرار في العراق أولاً مشيرة إلى أن القوى الإقليمية تتعامل مع العراق على أنه ساحة معركة لخوض صراعات بالوكالة
وأضاف التحليل أنه لسوء الحظ لا يتجه العراق نحو الاستقرار على المدى المتوسط حيث من المرجح أن يطغى صنع القرار من قبل الجهات الخارجية على نتائج العملية السياسية, وأن استمرار حوكمة النظام السياسي الفاسد في العراق من قبل نفس الوجوه التي تقاسمت السلطة منذ عام 2003 يعني استمرار تدخل القوى الأجنبية في العراق واستمرارية المشاكل العميقة إلى الجذور.
وأكدت الكاتبة أن معظم النخب السياسية في العراق قد اشتروا النظام السياسي القائم على الغنائم في البلاد مشيرة إلى أن استمرارهم في الحكم بعد الانتخابات البرلمانية لعام 2021 لن يؤدي إلى تحسين نوعية الحياة للشعب العراقي.
ومع ذلك، تحذر لولر من “السيناريو الأكثر خطورة” المتمثل باحتمال اتخاذ قادة الميليشيات العراقية قرارات من دون التنسيق مع طهران “ويشنوا هجمات” على المصالح الأميركية في العراق.
========
أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” أن القيادة العسكرية الأمريكية لم تنشر بيانات حول أعداد الضحايا المدنيين بمن فيهم الأطفال، نتيجة غاراتها في العراق وسوريا وأفغانستان خلال السنوات الماضية.
وحسب الصحيفة الأمريكية التي حصلت على أكثر من ألف و300 وثيقة داخلية في وزارة الدفاع الأمريكية، فإن قيادة البنتاغون لم تجر تحقيقات كاملة في مثل هذه الحوادث التي جرى معظمها في العراق ولم تتخذ إجراءات منعها في المستقبل, وأضافت أنه وفقا للإحصاءات الرسمية الصادرة عن البنتاغون ، فإنه عند قصف إرهابيي داعش في العراق وسوريا ، لقي 1417 مدنيا مصرعهم منذ 2014 فيما تشير المواد التي حللها الصحفيون إلى أن مئات الضحايا بين السكان المدنيين لم يؤخذوا في الاعتبار ببساطة.
وتابعت أن الخسائر في صفوف المدنيين كانت ناجمة عن حقيقة أن الجيش الأميركي عند الاستعداد للهجوم، أساء تقدير الوضع على الأرض، واعتبر المدنيين إرهابيين وفي كثير من الحالات، لم يعتبر العسكريون الأمريكيون أن المدنيين قد يكونوا في المباني التي قدروا أنها تعود للمسلحين مبينة أن العسكريين الأمريكيين لم يخبروا القيادة بأن مدنيين بمن فيهم الأطفال، قد يكونوا في منطقة انتشار الإرهابيين”.
=========
ننتقل إلى صحيفة واشنطن بوست التي نشرت تحقيقا بعنوان “فاسدون ينهبون مستشفى سرطان الأطفال بالعراق” وجاء فيه إن نظام الرعاية الصحية في العراق، يعاني من أزمة وصلت آثارها إلى مستشفى سرطان الأطفال في البصرة، الذي كان يهدف إلى أن يصبح على أعلى مستوى عالمي منذ تأسيسه عام 2003، لكن بعد 18 عاما “أصبح ضحية لنظام رعاية صحية مليء بالفساد والإهمال”
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عراقيين سابقين وحاليين قولهم، إنه بعد عقود من الحروب والعقوبات الدولية التي ضربت القطاع الطبي، يقوم اليوم جيش من المحتالين بسرقة تطلعات العراقيين إلى حياة صحية.
وأكدت “واشنطن بوست” أن وزارة الصحة العراقية لا تعاني نقصا في المال، مشيرة إلى أن ميزانية العراق لعام 2021، خصصت 3 مليارات دولار على الأقل في السنوات الأخيرة لبناء المستشفيات، كما أن الإدارة الأميركية أنفقت على بناء مستشفى سرطان الأطفال في البصرة أكثر من 100 مليون دولار من أجل استكماله, لكن الفساد مستشر كما تذهب كل الأموال المخصصة للرعاية الطبية بدءا من شراء الأدوية إلى بناء المستشفيات إلى جيوب مسؤولين ورجال أعمال، وأفراد من جماعات سياسية أخرى”.
وأشارت إلى أن بعض العائلات العراقية تواجه خطر الإفلاس بسبب ارتفاع كلفة الفواتير الطبية، إلا أن المرضى لا يستجيبون للعلاج، فيما يؤكد الأطباء بالمشفى أن الأجهزة الطبية التي يحتاجها المرضى إما مفقودة أو خارج الخدمة.
ويضيف الأطباء للصحيفة أن الوصفات الطبية فهي مليئة بالعقاقير غير المطلوبة وغير المعقولة وأن أدوية السرطان من أندر الأدوية في العراق وأكثرها عرضة للتهريب لأسباب منها ارتفاع أثمانها حيث تقدر قيمة سوق الأدوية في العراق بنحو 4 مليارات دولار في السنة، لكن حوالي ربع الأدوية فقط تدخل البلاد عبر القنوات القانونية، وفقا لما نقلته واشنطن بوست عن مسؤولي الصحة والمالية والجمارك.
======
من الصحف العربية نرصد تقريرا من صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان “شلل سياسي في العراق بسبب تأخر المصادقة على نتائج الانتخابات” حيث قالت الصحيفة إنه لا جديد في العراق سوى التصريحات المتضاربة بين الأطراف السياسية وفي المقدمة منها الكتلة الصدرية والإطار التنسيقي فبالرغم من أن الكتلة الصدرية تعتمد في الغالب على التغريدات التي يصدرها مقتدى الصدر، فإن تصريحات قوى الإطار التنسيقي، تعكس إرادات مختلفة.
واضافت الصحيفة أن الصدريين يروجون بأنهم يصرون على تشكيل حكومة أغلبية وطنية تضم أطرافا سنية وكردية , أما قوى الإطار التنسيقي فهي مستمرة في الاعتراض على نتائج الانتخابات من جهة ثم كثيراً ما تطلق تصريحات بأنها الكتلة الاكبر من جهة أخرى من منطلق أن أصواتهم مجتمعين تبلغ 76 مقعداً.
واشارت الصحيفة إلى أن الكرد والسنَّة بدأوا مؤخرا حراكا سياسيا باتجاه تحديد بوصلة مشاركتهم في الحكومة المقبلة، عبر سقوف عالية تتمثل في أنهم يريدون الشراكة في القرار السياسي والأمني لا مجرد المشاركة في الحكومة وتوزيع المناصب مرة حسب المكونات ومرة حسب الاستحقاق الانتخابي.
وقالت الشرق الأوسط أنه حتى الآن, فإنه لا يوجد أي تقدم باتجاه تشكيل حكومة عراقية جديدة وهناك شلل تام للوضع السياسي بسبب تأخر مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج كما تبدو تصريحات السنة والكرد لأغراض الاستهلاك المحلي أمام جمهورهم ومناطقهم ولا يلوح في الأفق ما يُمكن أن يشير إلى إمكانية وصول الأطراف الشيعية إلى حلول وسط فيما بينهم، بينما لم يحسم الكرد والسنة بعد مرشحيهم لمنصبي رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان.
=======
وإلى صحيفة الخليج ونقرأ فيها مقالا تحت عنوان “أرقام مفزعة من العراق” وجاء فيه إن السياسة تقول إن العراق عمره 100 عام وإنه بدأ الأسبوع الماضي مئويته الثانية، ويقول التاريخ إن العراق ممتد في أعماق الزمن وإن عمره يبلغ آلاف الأعوام وحسب الحقائق التاريخية فعلى أرض دجلة والفرات تعاقبت حضارات، ولن ينجح العابثون بالتاريخ في إغفال أنه في هذا المكان كانت دول السومريين والآشوريين والبابليين والأكديين وفيه ازدهرت الحضارة والدولة الإسلامية , واليوم هناك فرق كبير بين الماضي والحاضر فالعراق الذي صنع حضارات وكان سبّاقاً في سنّ القوانين وكان أرضاً للأنبياء والصالحين، أصبح اليوم في أمسّ الحاجة للصالحين من أبنائه لكي يستعيد توازنه المفقود، ولكي يقطع الطريق على من يحاولون إشعال نار الفتنة بين أهله ونشر الفوضى في ربوعه، وليلفظ الفاسدين من سياسييه الذين يوالون للخارج ولا يشغلهم سوى التهام خيراته وثرواته وإيذاء أهله.
وأضاف المقال أن عراق اليوم يدفع ثمن خطايا أنظمة حكم ديكتاتورية، وأطماع محيطين به ، وتآمر ساعين لهدمه بالاحتلال وتفكيك أجهزته ومؤسساته الحيوية، وأوهام إرهابيين أخذوا من العراق منطلقا لتأسيس دولة العنف والدم وتشويه الدين، وجشع فاسدين ينتمون إليه ويخونونه لصالح من لا يريدون له بقاءً ولا انتعاشاً ولا تقدماً ولا حياةً.
ولفت المقال إلى أن الأرقام المفزعة القادمة من العراق بشأن انخراط مليون طفل في سوق العمل بسبب فقر عوائلهم إلى جانب وجود 45 ألف طفل بلا أوراق ثبوتية رسمية وارتفاع نسبة الفقر إلى 25 في المئة يجب أن توقظ سياسيي العراق ليتركوا التكالب على المناصب وما يتبعها من مؤامرات طائفية وسياسية، ويقررون استعادة العراق الذي تركه لهم أجدادهم والأولون.