صحف اليوم: إيران هي الخاسر الأكبر في الانتخابات العراقية وميليشياتها تهدد الصدر

أهلا بكم في جولة جديدة بالصحف والوكالات الأجنبية والعربية نبدأها من فورين بوليسي التي نشرت مقالا بعنوان ” إيران هي الخاسر الأكبر في الانتخابات العراقية” وجاء فيه إن الأيام والأسابيع المقبلة في العراق ستكون متوترة عندما يتعلق الأمر بالميليشيات التي أعلنت رفضها التام لنتائج الانتخابات وهددت بالعنف لذا سيكون السؤال في المرحلة المقبلة كيفية رد فعل قوات الأمن العراقية والأحزاب السياسية الأخرى على مثل هذه التهديدات , خاصة أن الفشل في الحد من قدرة الميليشيات على استخدام السلاح لن يكون من شأنه فقط تقويض العملية الانتخابية ولكن أيضًا تدمير البنية التحتية الأمنية والحوكمة في العراق.

وأضافت فورين بوليسي أن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة سيكون أمرا محوريا حيث ستستمر المناورات من مجموعات مختلفة من الأحزاب خلف الأبواب المغلقة لتأمين مصالحها مشيرة إلى أن إحدى النتائج المهمة لهذه الانتخابات هي ظهور فئة من المرشحين المستقلين الذين فازوا بمقاعد وسيكون عليهم عدم المخاطرة بالاشتراك في العملية السياسية والبقاء في المعارضة.

وأضافت فورين بوليسي أن هناك ثلاث احتياجات فورية في العراق أولها هو إسراع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في إعلان النتائج النهائية للانتخابات على الفور والحفاظ على الشفافية بشأن كيفية فرز الأصوات وثانيا أن يكون الصدر واضحًا في نواياه بشأن تشكيل ائتلاف وتسمية رئيس الوزراء المقبل وأخيرا يجب أن تكون قوات الأمن العراقية يقظة وألا تسمح بأي أعمال عنف ضد مفوضية الانتخابات أو المرشحين أو النشطاء الذين يمكن أن يتم استهدافهم من الميليشيات التي تحاول تأكيد سلطتها التي لم تحصل عليها من خلال الانتخابات.

======

قالت صحيفة فاينينشال تايمز في تقرير لها بعنوان “الحكم الفعال في العراق يتطلب القضاء على الانقسامات” إن انخفاض معدل الإقبال على صناديق الاقتراع في العراق يؤكد أن الاحتجاجات الجماهيرية حلت تدريجياً محل التصويت كوسيلة للشكوى من عجز الدولة الغنية بالنفط عن توفير الكهرباء أو المياه النظيفة أو الصحة أو التعليم أو حتى الأمن الأساسي في كثير من الأحيان وكذلك ضد الطبقة الحاكمة التي ترى السلطة على أنها غنيمة في ظل نظام المحاصصة الطائفية.

وأضافت الصحيفة أن مقتدى الصدر روج لنفسه على أنه قومي رافض للتدخلات الأمريكية والإيرانية والآن يسعى إلى السلطة بعدما دعم احتجاجات تشرين في البداية ثم خانها نتيجة ضغوط إيرانية , مشيرة إلى أن التيار الصدري سيطر على الوزارات الخدمية ورئاسة أمانة مجلس الوزراء وأعاد إحياء سرايا السلام بينما يتدافع العراقيون العاديون للعيش ويطالبون بحكومة لائقة لذلك سيكون على الصدر بعد تصدره في نتائج الانتخابات أن يثبت أنه قومي حقا من خلال القضاء على الطائفية ووضع العراق والعراقيين في المرتبة الأولى.

أشارت فاينينشال تايمز إلى أن رد الفعل العنيف من الميليشيات تجاه نتائج الانتخابات والرفض الواسع من إيران تحويل العراق إلى محمية إيرانية حتى بين الأغلبية الشيعية يمثل انتكاسة سياسية لطهران.

======

قالت وكالة أسوشيتد برس في تقرير لها بعنوان “نتائج الانتخابات في العراق تكشف الانقسام الحاد داخل القوى السياسية الشيعية” إن الهزيمة التي تكبدتها الفصائل المعروفة بموالاتها لإيران أظهرت انحياز العراقيين نحو التيارات القومية والانقسامات المتزايدة بشأن نفوذ إيران في البلاد مما قد يزيد من تعقيد التحدي العراقي في موازنة تحالفاته مع خصومه إيران والولايات المتحدة.

وأشارت أسوشيتد برس إلى أن خيبة الأمل المنتشرة بين العراقيين تجاه الطبقة السياسية الحالية في العراق ساعدت الكتلة الصدرية على تصدر الانتخابات في ظل تسجيل نسبة مشاركة متدنية قياسية, مؤكدة أن مقتدى الصدر بات أمام لحظة الحقيقة واختبار مهم بعد تصريحاته الرافضة للنفوذ الخارجي في العراق وانتقاده لتدفق الأسلحة الإيرانية إلى الفصائل المسلحة.

وأضافت أسوشيتد برس أن العراقيين ينظرون إلى الجماعات المسلحة على أنها تهديد لسلطة الدولة حيث أصبحت قضية انتشار السلاح وقمع الناشطين وتهديدهم والاستعراضات العسكرية التي تجري في قلب بغداد من الأمور الأكثر جدلا , وأن الأحزاب التي تدعي تمثيل الحشد الشعبي عوقبت من قبل الجمهور بسبب مواقفها ضد حركة تشرين وهي  رسالة قوية لإيران مفادها أن أذرعها السياسية مرفوضة من الشارع الشيعي.

=====

نشرت وكالة دويتش فيلا الألمانية تقريرا بعنوان “نتائج الانتخابات العراقية تظهر فقدان الثقة في النظام” وجاء فيه إنه من الصعب تهنئة التيار الصدري على فوزه الظاهري في الانتخابات بدون إبداء تحفظات عميقة  في ظل الإحباط العميق الذي يتقاسمه الكثير من العراقيين تجاه العملية السياسية.

وأضافت دويتش فيلا أن انتصار الصدر يؤكد المخاوف من استمرار الحكم في العراق على أسس دينية والانقسام إلى مجموعات سياسية منشقة خاصة أنه ليس الشخصية التي تتناغم معها كل المكونات العراقية , مشيرة إلى أن العجز الجسيم في البنية التحتية والخدمات أعاق بشكل كبير الآمال في عراق موحد يدعمه مجتمع مدني قوي.

وأشارت دويتش فيلا أن العراق لا يزال يتأرجح على حافة الانهيارات العرقية والدينية ولم تتمكن الولايات المتحدة من سد هذه الانقسامات المتفاقمة لذلك يجب أن تُفهم هذه الانتخابات أيضًا على أنها نوع من التصويت بحجب الثقة عن النظام السياسي بأكمله بعد نسبة المقاطعة القياسية التي تم تسجيلها والتي تشير إلى أن معظم العراقيين لا يعتقدون أن النخب الحالية قادرة على حل مشاكل البلاد المتعددة وأن هناك المزيد من الصراعات لن يكون هناك مفر منها.

======

تحت عنوان “الحديث عن احتيال وتلاعب يثير أزمة مبكرة في العراق” قالت وكالة فرانس برس أن القوى الشيعية الموالية لإيران غير راضية عن نتائج الانتخابات بعدما سجلت تراجعاً كبيراً ما يفتح الطريق أمام مفاوضات صعبة بين الكتل السياسية الساعية للهيمنة على برلمان مشرذم.

وأضافت فرانس برس أن تحالف الفتح الذي كان القوة الثانية في البرلمان المنتهية ولايته فقد أكثر من نصف مقاعده إلا أن لعبة التحالفات قد تزيد من حصته لاحقاً حيث تبقى للشارع كلمة مع امتلاك الأحزاب الكبرى ورقة ضغط متمثلة بفصائلها المسلحة.

وأشارت فرانس برس إلى أن تراجع شعبية القوى الموالية لإيران لا يشكل مفاجأة بالنسبة لمراقبين، في بلد تصاعدت حدة الغضب تجاه طهران خصوصاً بعد القمع الدموي لاحتجاجات تشرين في العام 2019، مع اتهام ناشطين ميليشيات مدعومة من إيران بتنفيذ حملات قمع ضد المحتجين , وفي المقابل كان حصيلة المقاعد التي حصلت عليها حركة امتداد الشبابية مفاجأة بعد وصولها إلى المقعد رقم 13 بدعم من الحركات الاحتجاجية في الجنوب العراقي.

=====

قالت صحيفة لاكروا الفرنسية إن الانتخابات التشريعية في العراق اتسمت بالامتناع والمقاطعة فيما يعتبر إشارة إلى رفض العملية السياسية ونداء من العراقيين إلى الأحزاب للخروج من السلطة.

وأضافت الصحيفة أن هذا الامتناع القوي عن التصويت لم يكن صدفة وإنما نتاج حراك شعبي تدعمه أغلبية ساحقة من الشباب والمعارضين الذين خرجوا في احتجاجات كبيرة عام 2019 ضد الطبقة السياسية وسعيا لإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية.

وأشارت صحيفة لاكروا إلى بيان بعثة الاتحاد الأوروبي التي اكدت أن نسبة المقاطعة القياسية هو إشارة واضحة ويجب على النخب السياسية سماعها والاستجابة لها في حين قال مراقبون للصحيفة إن النتائج الأولية للانتخابات ما هي إلا استنساخ للعملية السياسية القائمة على توزيع الحصص لتشكيل الكتلة الأكبر وإن العراق مقبل على فصل جديد من الصراع الداخلي لتقاسم الحقائب الوزارية ومنصب رئيس الوزراء.

======

وننتقل إلى الصحف والمواقع العربية ونرصد مقال رأي من موقع إندبندنت عربية بعنوان “إيران والصدمة العراقية” قالت فيه إنه مع المؤشرات الأولى لنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة  ، أُديرت محركات الطائرة الخاصة في مطار العاصمة الإيرانية طهران لتحمل على وجه السرعة المسؤول عن الملف العراقي، قائد “قوة القدس” في “حرس الثورة” الجنرال إسماعيل قاآني وفي جعبته “أمر عمليات” للقوى العراقية الموالية لطهران أو التي تدور في فلكها بضرورة التحرك السريع والقيام بهجوم معاكس لاستيعاب الهجوم الذي شنّه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر  ، ومنعه من تثبيت مواقعه وفرض أمر واقع قد يعقّد عملية اختراقه مع مرور الوقت

وأضاف المقال أنه لا شك في أن ما حملته مخرجات صناديق الاقتراع والحقيقة التي تمخّضت عنها من هزيمة قاسية للقوى والأحزاب المقرّبة من طهران والتي تحرص على استمرارها بفاعلية في المشهد السياسي والبرلماني والأمني في العراق، شكلت صدمة حقيقية للقيادة الإيرانية، التي بات عليها التعامل مع مستجد خارج عن دائرة توقعاتها

وأشار التقرير إلى أن طهران قد تعمد إلى تكريس حل يؤسس لانقسام داخل البيت أو المكوّن الشيعي يختزن مخاطر عدة على مصالحها المستقبلية، من خلال تجميع كل القوى والأحزاب والفصائل المتضررة من الصعود الكبير للتيار الصدري ضمن تحالف موحّد هدفه قطع الطريق على الكتلة الصدرية ومنعها من تشكيل الحكومة ، مع إمكانية حصول تطورات سلبية قد تؤدي إلى إشعال الشارع بمواجهات دموية لن تكون نتيجتها سوى القضاء على آخر ما تبقّى لها من دور أو نفوذ أو موطئ قدم على الساحة العراقية.

============

وأخيرا نرصد من صحيفة العرب اللندنية تقريرا بعنوان ” ميليشيات إيران تهدد الصدر: إما المشاركة أو التمرد” قالت فيه إن الفصائل الموالية لإيران تهديدات صريحة لمقتدى الصدر، الذي تقدمت كتلته في انتخابات الأحد الماضي، بأنها إما أن تشارك في السلطة، أو تمضي في بناء كتلة أكبر من كتلته، أو أن تشن حركة تمرد ضده.

وقالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن تحالف دولة القانون، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وفاز بـ37 مقعدا، وتحالف الفتح الذي يقوده هادي العامري وفاز بـ14 مقعدا، يريدان الانضمام إلى تحالف ضد التيار الصدري  وذلك لتشكيل كتلة شيعية تقود التفاوض مع أطراف أخرى لتشكيل الحكومة المقبلة.

 وأشارت الصحيفة إلى أن أبوعلي العسكري المتحدث باسم كتائب حزب الله صرح بأن جماعته مستعدة للجوء إلى العنف إذا لزم الأمر لضمان عدم فقدان نفوذها، مضيفا أنه في خططهم النزول إلى الشوارع، أو حرق المباني التابعة للتيار الصدري كما أصدرت الفصائل التابعة لإيران بيانا شكك في نزاهة الانتخابات وهددت بالتصعيد دفاعا عن العملية السياسية وهو ما دفع مفوضية الانتخابات أن تعلن على الفور أن عمليات الفرز الجديدة منحت “دولة القانون” وتحالف الفتح مقاعد إضافية، مؤكدة أن النتائج المعلنة حتى الآن غير نهائية  وهو ما يوحي بأن ترتيبات أخرى باتت قيد الإعداد.

========