رغم تقدم المحادثات.. تركيا عن انضمام السويد للناتو: وقف المظاهرات أولاً

وصف كبير المفاوضين السويديين، أوسكار ستينستروم، الأربعاء، الاجتماع مع تركيا بشأن المصادقة على طلب انضمام بلاده لحلف شمال الأطلسي “الناتو” بـ”الجيد” لكنه قال إن “تركيا ليست مستعدة لاتخاذ قرار بعد”، فيما طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السويد، بألا تتوقع الحصول على موافقة أنقرة “ما لم توقف الاحتجاجات المعادية لتركيا”.

واستضافت العاصمة التركية، الأربعاء، الاجتماع الرابع للآلية المشتركة الدائمة بين تركيا وفنلندا والسويد و”الناتو”، بحسب وكالة الأنباء التركية “الأناضول”.

واستمر الاجتماع الذي عقد بضيافة كبير مستشاري أردوغان عاكف تشاجطاي قليج، لمدة 3 ساعات، وفق قناة TRT التركية الرسمية، التي قالت إن الناتو مثّله في الاجتماع مدير المكتب الخاص لأمين عام الحلف ستيان جنسن، فيما ترأس الوفد السويدي، سكرتير وزارة الخارجية السفير، جان كنوتسون، بينما رأس الوفد الفنلندي، سكرتير الخارجية يوكا سالوفارا.

وعقب الاجتماع، قالت الرئاسة التركية إن أعضاء الاجتماع اتفقوا على “مواصلة مناقشاتهم بشأن عضوية السويد في الحلف”، مشيرةً إلى “الاتفاق على مواصلة العمل بشأن الخطوات الملموسة المرتقبة لانضمام السويد إلى الناتو”.

وقال كبير المفاوضين السويديين في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”، إن “أنقرة وستوكهولم ستواصلان المناقشات بهدف حل مسألة الاعتراضات التركية على الطلب السويدي للانضمام إلى الناتو”، نافياً وجود موعد محدد لمواصلة هذه المحادثات التي “ستكشف عن العقبات التي لا تزال قائمة”.

ولفت المفاوض السويدي إلى أن “تركيا ليست مستعدة لاتخاذ قرار بعد وتعتقد أنها بحاجة إلى مزيد من الإجابات على الأسئلة”، مشيراً إلى أن “وظيفتي هي إقناع نظيري بأننا فعلنا ما يكفي، وأعتقد أننا فعلنا ذلك”.

وجدد ستينستروم التأكيد على أن بلاده “ليست ملاذاً آمناً للإرهاب ولا لحزب العمال الكردستاني”، الذي تصنفه تركيا “منظمة إرهابية”.

“بعض التقدم”
جاء ذلك بالتزامن مع تأكيد الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، على “إحراز بعض التقدم” خلال محادثاته في تركيا التي أجريت في وقت سابق من الشهر الجاري، بشأن محاولة المصادقة على انضمام السويد للحلف، لكنه أشار إلى أنه “لا يمكن تحديد موعد انتهاء هذه المحادثات”.

وأضاف ستولتنبرج في مؤتمر صحافي: “لقد قلت مراراً وخصوصاً خلال زيارتي الأخيرة لإسطنبول إن السويد يجب أن تنضم فقد أقروا تعديلات دستورية لتعزيز قانون مكافحة الإرهاب كما رفعت حظر تصدير الأسلحة إلى تركيا، لذلك سنواصل العمل من أجل المصادقة على عضوية على السويد في أقرب وقت ممكن”.

في المقابل تجاهل الرئيس التركي أردوغان، الأربعاء، الضغوط الدولية المتزايدة على بلاده للمصادقة على طلب عضوية السويد في الحلف، قبل اجتماع التكتل الدفاعي المقرر في يوليو المقبل في ليتوانيا.

وقال أردوغان في تصريحات نشرها مكتبه، إن “السويد لديها توقعات لكن هذا لا يعني أننا سنلبيها، لنقوم بتلبية هذه التوقعات، يتعيّن أولاً على السويد أن تؤدي دورها”.

وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده “لا يمكنها الموافقة على عضوية السويد في الحلف قبل إيجاد حل لمسألة مكافحة الإرهاب”.

ونُقل عن الرئيس التركي قوله للصحافيين على متن طائرة عائدة من أذربيجان، مساء الثلاثاء، إن بلاده لا يمكن أن ترد بالإيجاب على طلب السويد في الوقت الذي يتظاهر فيه “إرهابيون” في ستوكهولم.

وتخلت السويد وجارتها الشمالية فنلندا عن عقود من عدم الانحياز العسكري وطالبتا بالانضمام إلى “الناتو” رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا.

وصادقت تركيا والمجر المنضوية أيضاً في الحلف على طلب عضوية فنلندا هذا العام، لكن برلماني البلدين لم يوافقا بعد على انضمام السويد، ما أثار قلق الغرب.

وضغط الرئيس الأميركي جو بايدن على أردوغان لإقناعه بالموافقة على انضمام السويد خلال اتصال هاتفي أجراه معه بعد فوز الرئيس التركي بولاية جديدة، الشهر الماضي.

كما ناقش الأمين العام للناتو، المسألة مع أردوغان في إسطنبول في وقت سابق هذا الشهر، وأشار أردوغان إلى أن زيارة ستولتنبرج تزامنت مع تظاهرة نظمها في ستوكهولم أنصار مجموعة كردية تعتبرها أنقرة “منظمة إرهابية”.

وتحض تركيا، السويد، على حظر هذا النوع من التجمّعات وتنفيذ حملات أمنية ضدها، وقال أردوغان “هناك حقوق ممنوحة لأجهزة إنفاذ القانون (السويدية) بموجب الدستور. استخدموا هذه الحقوق. إن لم تتعاملوا معها، فلا يمكننا (القول نعم) في القمة في فيلنيوس” المقرر عقدها في 11 و12 يوليو.