دويتشة فيلا الألماني: هل يمكن أن يكون الجمود السياسي في العراق علامة جيدة على ديمقراطيته؟

نشرت صحيفة دويتشه فيلا الألمانية تقريرا بعنوان ” هل يمكن أن يكون الجمود السياسي في العراق علامة جيدة على ديمقراطيته؟” قالت فيه إنه في غضون أيام قليلة ، من المحتمل أن يحطم العراق رقما قياسيا لكنه سلبيا في البقاء بلا حكومة رسمية منذ أكثر من 200 يوم.

وتساءلت الصحيفة في تقريرها عن أسباب هذا الوقت الطويل الذي تستغرقه تشكيل الحكومة الجديدة في العراق بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في شهر أكتوبر الماضي وإعلان نتائجها في أوخر نوفمبر مبينة أن خريطة الفائزين والخاسرين في هذه الانتخابات لم تعطي أغلبية مريحة للتيار الصدري الذي جاء أولا فيما منحت المحكمة الاتحادية للخاسرين فرصة في تعطيل الحياة السياسية بمفهوم الثلث المعطل.

وقال دويتشه فيلا إنه منذ 2003 ، ساد في العراق مفهوم توزيع المناصب حسب المحاصصة السياسية بحيث يمثل كل مكون في منصب كبير بالحكومة لتجنب القتال فيما بينهم لكن الآن ومع تغير الأوضاع أصبحت هذه المعادلة هي العقبة الرئيسية أمام التنمية في البلاد حتى أن الناخبين قاطعوا الانتخابات الماضية بسبب فشل السياسيين على مختلف انتمائهم في تقديم الخدمات فضلا عن ترسيخ عمليات الفساد .

وتساءلت الصحيفة عن إمكانية اعتبار الصراع على تقاسم السلطة أن يكون مؤشر جيد على التطور الديمقراطي الصعب في العراق مبينة أن الصراع على حكومة الأغلبية يمكن أن يُنظر إليه على أنه انفصال إيجابي محتمل عن الماضي لكن الوضع الأساسي لم يتغير حيث لا تزال الأحزاب السياسية التي لديها ميليشيات مدعومة بالسلاح تدعمها تتمتع بالسلطة .

وأشارت إلى أن المعارك السياسية الآن باتت داخل كل طائفة وكل طرف يتنافس مع خصومه الداخليين وهذا يجعله صراعا من أجل البقاء. وبالتالي يصبح الأمر أكثر حدة وخطورة ويزيد من صعوبة السياسة