خلايا السرطان إلى الفضاء.. ما الفائدة؟

سيرسل العلماء خلايا سرطانية إلى الفضاء في محاولة لمعرفة المزيد حول هذه الأورام غير القابلة للعلاج في مرحلة الطفولة.

وذكرت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، الجمعة، أن العلماء في معهد أبحاث السرطان، ومقره لندن، سيبعثون بعينات من الورم الدبقي إلى محطة الفضاء الدولية.

والغاية من ذلك معرفة كيفية انتشارها في حالة الجاذبية المنعدمة.

والورم الدبقي مرض شديد العدوانية ولا أمل في الشفاء منه، ويعد الأكثر شيوعا بين الأطفال، ومعظم المصابين فيه يموتون بعد الإصابة به بـ18 شهرا.

ولا تمثل الجراحة حلا لهذه المشكلة، نظرا لأن الأورام السرطانية تنتشر في أجزاء مهمة من الدماغ، أما العلاج الكيميائي فأثره محدود، والحل الوحيد هو العلاج الإشعاعي، ويستخدم فقط من أجل تخفيف الألم.

ومن بين المصابين بهذا المرض المميت، كارين أرمسترونغ، ابنة رائد الفضاء الأميركي الرائد نيل أرمسترونغ، الذي كان أول إنسان يسير على سطح القمر عام 1969.
وقال قائد الدراسة التي تتناول مسألة الجاذبية والخلايا السرطانية، كريس جونز: “للأسف، معدلات النجاة بين المرضى المصابين بالورم الدبقي لم تتغير بشكل كبير منذ وفاة ابن نيل أرمسترونغ في مطلع الستينيات”.

وأضاف: “ومع ذلك، فقد شهدت السنوات الـ15 الأخيرة، ثورة في فهمنا للتعقيد البيولوجي لهذه الأورام، كما دخلت علاجات محتملة ومثيرة مرحلة التجارب السريرية أخيرا”.

وبوسع العلماء تصميم بيئة تنعدم فيها الجاذبية لدراسة الأمراض، لكن جونز يرى أن الأمر قد يؤدي إلى ضغط ميكانيكي على الخلايا بما يؤثر على طريقة تفاعلها مع محيطها، وهو ما يريد فريق البحث تجنبه.

وأوضح أن “التجارب التي ستتم في محطة الفضاء الدولية ستزيد من فهمنا لكيفية تفاعل الخلايا السرطانية مع هياكل ثلاثية الأبعاد”.

وأعرب عن أمله في أن يقود الأمر إلى أفكار جديدة لكيفية لوقف نمو هذه الأورام.

ويعتقد العلماء أن الجاذبية أو انعدامها يسمح للخلايا الثلاثية الأبعاد التي يزرعها العلماء بالنمو بحجم أكبر مما هو على الأرض، وهو ما يؤدي إلى إنتاج نماذج أكبر حول كيفية تفاعل الخلايا السرطانية.