للكاتب / احمد سامي داخل
مــــــن مـــعــالــم العملية السياسية الراهنة في العراق بعد العام 2003 ,انها انتجت مايعرف ب ملوك الطوائف وقادتها وقد عرضوا انفسهم حماة للمكونات والى اتباعهم ,وعمدوا الى جعل المواطنين مجرد رعايا يستمدون قيمتهم من الخضوع و الطاعة الى زعماء الحرب و المكونات فهم مجرد حطب حروب في حرب المكونات المختلفة ومجرد بيادق شطرنج في المناوشات التي تجري داخل كل مكون في اطار صراعات الزعامة على تمثيل المكون ,الصراع الشيعي الشيعي و الكردي الكردي و السني السني وهم مجرد ارقام انتخابية لدعم زعامة هذة الكتلة او تلك في التنافس الانتخابي وهم (مهاويل )و(مهوسجية) في العراضات السياسية التي تسمى احيانا تظاهرات ,وهم من سيطروا على مؤسسات الدولة واجهزة البيروقراطية العراقية بالاتباع او الاعوان او الخاضعين خوفآ او طمعآ,في ظل مؤسسات دولة عراقية موروثة من النظام السابق او امتداد لها هي بطبيعتها تجيد فن التملق الساسي و الخضوع وتنفيذ ارادة القائد ,ومعروف ان مؤسسات الدولة العراقية ذات ثقافة تراتبية وتدمن الخضوع لمن بيده مقاليد الامور وهذا تاريخها في ظل النظام السابق ,في ظل هذا الوضع روجت ثقافة الخوف من الاخر وقدم زعماء الحرب وملوك الطوائف لدينا انفسهم حماة كل الى اتباعة وسط اشاعة ثقافة قومية عرقية تناحرية متعصبة عرب اكراد تركمان اشوريين ,اراميين الخ وثقافة احتراب ديني شيعة سنة ايزيدين صابئة الخ وثقافة عشائرية قبلية متخلفة وعشائر مسلحة بمعنى الكلمة في ظل تقدم الى الماضي في اطار اللادولة كما يقول الدكتور فالح عبد الجبار ,في ظل هذا الوضع نشأت الحياة السياسية و الحزبية ,هذة الوضعية هي ليس وضعية سليمة للبناء الديموقراطي كما هو معروف وهذة الوجودات التي تقود العملية السياسية لايمكن ان يصدق عليها وصف الاحزاب السياسية الديموقراطية التي تؤمن بمدنية الدولة المنطلقة من قيمتي الحرية و المساواة و المستندة الى الانسجام مع القانون في سلوكها السياسي و الساعية الى مجتمع يحتكم الى حقوق الانسان تشريعا وسلوكا وثقافة . أن الاحزاب الديموقراطية هي في اي مجتمع ديموقراطي تعتبر اساس رئيس ومعلم حضاري في اي مجتمع ديموقراطي . وهي في النهاية احدى صور التعبير عن الرأي وممارسة الحق بالتجمع وتأليف الاحزاب والجمعيات السياسية ,
من الشعارات التي انطلقت في التظاهرات هو شعار تردد على مدى سنوات حتى في تظاهرات تشرين كان الشعار (كلا كلا للأحزاب ).أن هذا الشعار في الوقت الذي يعبر عن رفض شعبي فطري لقوى السلطة القابضة على مقاليد الحكم ,الا انة في الوقت نفسة يؤشر بكل وضوح عن رؤية سياسية اما تفتقر الى الثقافة السياسية العميقة او اننا امام عقليات لا تعرف المعنى الحقيقي للديموقراطية وحقوق الانسان او اننا امام عقلية تدفع المظاهرات بسلوك وفكر وثقافة فاشستية وعقلية اقصائية وهي مصداقآ لقول الكاتب المصري اللبرالي الكبير سيد القمني (تسفر قراءة الصراع و التناقض بين الاسلاميين و القوميين رغم التناقض الظاهر عن اتفاق منهجي عميق وهو ان كل التياريين قام بنفي التيار المتصارع معة على السلطة من ساحة المواطنة و البس ذاتة الشرعية الوطنية واتهم الاخر بالخيانة واصبح هذا الاتفاق المنهجي هو المتكررالثابت عند اي مخالفة فأنت ان خالفت المتأسلميين اصبحت كافر دينيآ متأمر مع المستشرقين الصهاينة و الغرب و النواصب او الروافض حسب الطائفة محل الانتماء وخارج عن الملة .وان انت قدمت نقد للقوميين انتهيت كافرآ وطنيآ متأمرآ تطبيعيآ الخ وعند كليهما صاحب فكر منحرف مستورد وهكذا فكر وثقافة وسلوك اقصائي لايؤمن بوجود التعددية ومنها التعددية الحزبية و السياسية ويسعى الى سلوك اقصائي ويتصور مجتمع دكتاتوري يريد اقامتة على انقاض الوضع الحالي مما يفقد التعاطف مع المظاهرات التي تسلك سلوكا وترفع شعارات اقصائية وبذلك تقدم خدمة الى قوى الحكم عبر اظهار معارضيه انهم قوى فاشستية اقصائية تريد تبديل استغلال مكان اخر.