تسلّم 50 إرهابيا من سوريا ومختصون يلمحون إلى وجود أبعاد سياسية

تسلم العراق، أمس السبت، 50 إرهابياً من الجانب السوري تم القبض عليهم داخل أراضيه، بتعاون مشترك بين القوات الأمنية والعسكرية للبلدين.

فيما يرى مختصون بالشأن الأمني ان نقل الارهابيين الى العراق خطوة تمثل ابعاد سياسية، وتداعياتها قد تكون خطيرة على المدى البعيد.

ويقول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، إنه “من خلال التنسيق والتعاون المشترك، تسلمت قيادة العمليات المشتركة 50 إرهابياً من عناصر عصابات داعش من الذين يحملون الجنسية العراقية بعد أن تم القبض عليهم داخل الأراضي السورية”.

وأضاف الخفاجي، أن “عملية تسلم الإرهابيين تمت عبر منفذ ربيعة الحدودي”، مبينا أن “العملية تمت بعد تعاون كبير مع الجانب السوري وخاصة قوات سوريا الديمقراطية”، لافتاً الى أن “هؤلاء الإرهابيين مطلوبون للقوات الأمنية”.

وأشار، إلى أن “عملية تسلم الإرهابيين كان مخططاً لها منذ وقت بعيد وهي نتيجة الاتصالات والعمل المشترك”.

ولفت الخفاجي الى، أن “البعض من هؤلاء الإرهابيين هم مجرمون خطرون وقياديون في داعش ومسؤولون عن الكثير من العمليات الإرهابية”.

وفي حزيران الماضي، تسلم العراق نحو 200 مطلوب بتهم الإرهاب، أغلبهم من الأحداث، كانوا محتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وكانت الحكومة العراقية قد بدأت من أيار 2021، نقل العديد من عوائل تنظيم داعش المحتجزين في مخيم الهول السوري والدفع بهم نحو مخيم الجدعة عند أطراف نينوى، وسط اعتراضات سياسية وشعبية من تداعيات ذلك على الأمن الداخلي وعودة استقرار الأوضاع.

بدوره، يقول الخبير الأمني أحمد الشريفي، إن “إمكانية تنفيذ الاحكام بحق الارهابيين في سوريا متاحة، كون الجرائم ارتكبت على الاراضي السورية”.

وأضاف الشريفي، انه “بإمكان السلطات السورية تنفيذ القانون بحقهم في دولتهم بعيدا عن موافقة العراق، لإجازة القانون لهم تنفيذ الاحكام بحق الارهابيين”.

وأشار، إلى ان “تسليم العراق 50 ارهابيا من الجانب السوري ذو أبعاد سياسية، إذ كان باكمان العراق ان يرفض ويطلب تنفيذ الاحكام بحقهم في سوريا”.

ولفت الشريفي الى، ان “جلب الارهابيين الى العراقيين قد يؤدي الى تسويات سياسية، واخفاء الكثير من الادلة ذات الخطورة”.

وفر الآلاف من عصابات داعش إلى سوريا عندما استعاد العراق كامل أراضيه من قبضة التنظيم الارهابي عام 2017، واعتقل الكثير منهم لاحقا في سوريا.

ورغم استعادة العراق كامل أراضيه، إلا أن داعش لا يزال يحتفظ بخلايا منتشرة في أجزاء واسعة من البلاد ويشن هجمات عنيفة في فترات متباينة.