بيونج يانج تطلق صاروخاً “يصل مداه أميركا”.. واجتماع طارئ في بانكوك

عقدت الولايات المتحدة وخمس دول اجتماعاً طارئاً في بانكوك لمناقشة إطلاق كوريا الشمالية ما يُشتبه في أنه صاروخ بالستي عابر للقارات، الجمعة، سقط في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، فيما قال وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا، إن هذا الصاروخ يمكنه الوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة.

وحضر الاجتماع نائبة الرئيس الأميركي كاملا هاريس، وقادة كوريا الجنوبية واليابان، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المنعقدة في بانكوك بتايلندا.

وقالت هاريس، إن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي هو “انتهاك صارخ” لعدة قرارات لمجلس الأمن الدولي، داعية بيونج يانج إلى الالتزام بـ”دبلوماسية جدية ومستدامة”.

وأكدت أن الولايات المتحدة تدين “بشدة” هذه الأفعال، وتكرر دعوتها لكوريا الشمالية لوقف “المزيد من الأفعال غير الشرعية والمزعزعة”. واتهمت بيونج يانج بانتهاج سلوك “يزعزع الأمن في الإقليم ويرفع من التوترات”.

نائبة الرئيس الأميركي كاملا هاريس خلال الاجتماع الطارئ في بانكوك - 18 نوفمبر 2022 - AFP
نائبة الرئيس الأميركي كاملا هاريس خلال الاجتماع الطارئ في بانكوك – 18 نوفمبر 2022 – AFP

من جانبه، دان رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الإطلاق الصاروخي وقال إن “هذه الإطلاقات غير المسبوقة لصواريخ باليستية تقوض أمننا.. هذه أفعال تتسم بالرعونة”.

وشدد على وقوف بلاده مع العالم وحلفائها في “مواجهة ومعارضة هذه الأفعال بأشد العبارات الممكنة”، معرباً عن استعداد بلاد إلى أن تكون “جزءاً من رد عالمي”.

بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودود، إن كندا تنضم إلى حلفائها في إدانة “أفعال كوريا الشمالية غير المسؤولة”.

وقال إن الإطلاق الصاروخي، يشكل انتهاكاً واضحاً لعدة قرارات لمجلس الأمن، ويجب أن “يدان من قبل الجميع”.

وأشار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى أن الإطلاقات الصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية تتم بـ”وتيرة عالية وغير مسبوقة”. فيما قال رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هان داك سو، إن الدول المجتمعة تحث كوريا الشمالية على الوقف الفوري لكل أنواع “الاستفزازات” والالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي.

وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي، إن بلاده “قلقة” بشأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وإنها تدعو الأطراف المعنية إلى الابتعاد عن المواجهة.

صاروخ يصل مداه إلى أميركا

وأعلن مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية انعقاد اجتماع أمني طارئ، لمناقشة الإطلاق الصاروخي، فيما تعهد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، بالعمل مع المجتمع الدولي لاتخاذ “رد منسق” على التجربة الصاروخية.

ووصف الجيش الكوري الجنوبي، إطلاق الصاروخ على أنه “استفزاز كبير يضر بالسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، وكذلك المجتمع الدولي”. وأضاف أنه “ينتهك” قرارات مجلس الأمن الدولي.

وقال وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا للصحافيين، إن “كوريا الشمالية أطلقت صواريخ هذا العام بوتيرة غير مسبوقة، في تصعيد كبير للتوترات في شبه الجزيرة الكورية”.

وأضاف الوزير أن هذا الصاروخ يصل مداه إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة، وأنه يمكن التحليق لمسافة 15 ألف كيلومتر.

من جهته، قال أمين مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو، إن المقذوف ينتمي لفئة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ووصل إلى ارتفاع 6 آلاف كيلومتر، وغطى مساحة 1000 كيلومتر.

وأعلن الجيش الكوري الجنوبي، أرقاماً مطابقة، إذ أشار إلى أن الصاروخ حلق لمسافة 1000 كيلومتر على ارتفاع 6100 كيلومتر، بسرعة 22 ماخ (22 ضعف سرعة الصوت).

وأشارت وكالة “أسوشيتد برس” إلى أن الصاروخ، مصمم للوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة، وأنه يشكل “احتجاجاً واضحاً” على تحرك الولايات المتحدة لتعزيز تحالفها مع كوريا الجنوبية واليابان.

وفي الثالث من نوفمبر، اختبرت كوريا الشمالية ما يعتقد أنه نوع جديد من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

وتملك كوريا الشمالية نوعين من هذه الصواريخ “هواسونج-14” و”هواسونج-15″، وأشارت عمليات الإطلاق الصاروخية في 2017 إلى أنهما قادران على الوصول إلى أجزاء من البر الرئيسي للولايات المتحدة.

وأطلقت كوريا الشمالية، الخميس، صاروخاً باليستياً، وحذّرت من ردود عسكرية أكثر غضباً على محاولات الولايات المتحدة تعزيز وجودها الأمني في المنطقة مع حلفاءها. وقالت إن واشنطن تقوم “بمقامرة ستندم عليها”.

تحذير كوري شمالي

وجاء الإطلاق الأحدث غداة انتقاد وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي لقمة ثلاثية عقدت، الأحد، بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، وانتقد خلالها قادة الدول الثلاث تجارب الأسلحة التي تجريها بيونج يانج وتعهدوا بمزيد من التعاون الأمني.

وأعاد الرئيس الأميركي جو بايدن التأكيد خلال المحادثات على التزامه بتعزيز الردع الممتد والدفاع عن الحليفين الآسيويين “بكامل القدرات”، بما في ذلك الأسلحة النووية.

وقالت تشوي إن “مناورات العدوان” التي تجريها الدول الثلاث فشلت في إخضاع بلادها، ولن تجلب على نفسها إلا “تهديداً حتمياً أكثر خطورة وواقعية”.

وأضافت: “ستدرك الولايات المتحدة جيداً أنها تقوم بمقامرة، وهو أمر ستندم عليه بالتأكيد”.

وأجرت كوريا الشمالية هذا العام عدداً قياسياً من اختبارات إطلاق الصواريخ، التي تحظرها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بموجب العقوبات المفروضة على بيونج يانج بسبب برنامجيها الصاروخي والنووي.