بين تروس وسوناك.. هل تتغير أولويات بريطانيا في الشرق الأوسط؟

على الرغم من أن المرشح لزعامة حزب المحافظين البريطاني الحاكم ريشي سوناك، لا يملك خبرة كبيرة في العلاقات الخارجية مقارنة بوزيرة الخارجية ليز تروس، لكن لا أحد يتوقع تغيراً كبيراً في سياسة لندن الخارجية مع الحكومة المقبلة، خاصة تجاه منطقة الشرق الأوسط.

وأياً كان رئيس الحكومة البريطانية الجديدة، فهو سيركز على ذات الملفات التي كانت تهتم بها حكومة بوريس جونسون في الشرق الأوسط، وهي البرنامج النووي الإيراني، والعلاقة مع إسرائيل، وإبرام اتفاق تجارة حرة مع دول مجلس التعاون الخليجي.

 استدارة حقيقية 

بالنسبة لتروس فإن المحدد الرئيسي للسياسة البريطانية في الشرق الأوسط، هي العلاقة مع إسرائيل.

ولذلك كتبت في 7 أغسطس الجاري، رسالة إلى مجموعة أصدقاء إسرائيل بحزب المحافظين، أكدت فيها أن لندن تقف دائماً إلى جانب تل أبيب في الحفاظ على أمنها والدفاع عن نفسها ضد أي خصم في المنطقة.  

وأوضحت تروس في رسالتها التي جاءت عقب الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة قبل أيام، أنها ستعيد النظر في نقل سفارة بلادها من تل أبيب إلى القدس.

وتمثل هذه الخطوة “استدارة حقيقية” في موقف لندن من القضية الفلسطينية، وفقاً لجون ماكهورجو، الباحث والمؤرخ في علاقات بريطانيا مع الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. 

ويقول ماكهورجو لـ”الشرق”، إن حديث تروس عن نقل السفارة البريطانية إلى القدس غير واقعي، ويفهم في سياق توددها لمؤيدي إسرائيل بين المحافظين.

وأشار إلى أن نقل السفارة مسألة بالغة الحساسية وتتعارض مع التزامات دولية في القضية الفلسطينية، ولن تبحث لندن عن ضعضعتها في المستقبل القريب. 

تيار أكثر تشدداً

 وبحسب ماكهورجو، لن يتغير دعم بريطانيا لإسرائيل إن وصل سوناك إلى قيادة الحكومة المقبلة. ولكن تروس تنتمي إلى تيار أكثر تشدداً في تأييده لتل أبيب، وهو أكبر من حزب المحافظين، لأنه يضم ساسة من أحزاب مختلفة في دول الغرب، ولا توجد لديه خطوط حمراء في مساندة إسرائيل، على حد وصفه. 

ووعدت تروس بضمان عدم انخراط المجالس المحلية البريطانية في سياسات مقاطعة إسرائيل، التي تعتبرها “تمييزية” و “تتعارض مع مواقف الحكومة”، وفق تعبيرها.

كذلك تعهدت بالضغط على أعمال مجلس حقوق الإنسان الموجهة ضد إسرائيل، لأنها منارة “الحريات” و”الديمقراطية” في الشرق الأوسط.

ويتوقع الباحث البريطاني أن تضم حكومة تروس إن فازت في انتخابات المحافظين، عدداً من الوزراء أصحاب “الولاء الأعمى” لإسرائيل.

وتضم مجموعة “أصدقاء إسرائيل” في بريطانيا أكثر من 2000 عضو، بين ساسة ورجال أعمال، وأكاديميين، وإعلاميين، وغيرهم.

وتنفذ المجموعة أنشطة عدة لكسب تأييد أعضاء البرلمان تجاه القضايا المتعلقة بإسرائيل. كما تنظم لهم رحلات إلى تل أبيب تبقيهم على مقربة من دائرة صنع القرار والسياسة الإسرائيلية.