النزاهة تكشف عن “اختلاس” نحو تريليون دينار في عدد من المصارف الحكومية

كشفت هيئة النزاهة الاتحادية، الخميس، عن “اختلاس” قرابة تريليون دينار عراقي من المال العام، مشيرةً إلى حصول عمليات “اختلاس كبيرة وتزوير وتلاعب وغسيل أموال” في عدد من فروع مصرفي الزراعي والرشيد.

وقال دائرة التحقيقات في الهيئة في بيان إن “الفريق التدقيقي الذي ألفته الدائرة، كشف اختلاسا كبيرا للمال العام من خلال التزوير والتحريف والتلاعب وغسيل الأموال واستغلال المناصب والتلاعب في القيود المصرفية وإدخال تعزيزات أرصدة وهمية على حسابات الزبائن”، مشيرة إلى “وجود عملية تخريب منظمة للاقتصاد الوطني من خلال التلاعب في عمل الأجهزة المصرفية الحكومية، وخلق حالة فوضى وعدم استقرار”، مشددة على “ضرورة معالجة الموضوع من أعلى المستويات بصورة سريعة”.

وأضافت الدائرة، أن “نتيجة التلاعب من خلال التعاملات في فرع المصرف الزراعي في ميسان و(4) من فروع مصرف الرشيد في ميسان وبغداد بلغت (926,043,773,700) مليار دينار”، لافتة إلى أن “الفريق قام بمراجعة وتدقيق البيانات المالية الخاصة بالمصارف المذكورة، وحصر المبلغ، واستحصال الأدلة والوثائق، وتحديد المتهمين المتورطين البالغ عددهم (41) من موظفي فروع المصرف والزبائن من شركات وأفراد”.

ورصدت الدائرة، “وجود إهمال كبير في عمل الإدارة العامة للمصرف الزراعي من خلال عدم وجود رقابة على فرع المصرف في ميسان؛ للتأكد من سلامة إجراءاته التي لم تتمكن على مدار سنة كاملة من عرض البيانات بصورة صحيحة”، مشيرة إلى “غياب إجراءات وأعمال الأجهزة الرقابية على نشاطات فرع المصرف الزراعي، بالرغم من وجود أكـثر من حالة وشبهة فساد تحوم حول عمله، بل وصل الأمر بالإدارة العامة إلى إعداد الحسابات الختامية والمصادقة عليها، وإضفاء نتائج صحيحة ودقيقة على تلك الحسابات ومخرجاتها، وتسلمت أرباحا وحوافز؛ مما يستدعي محاسبتها بعدها شريكة في الجريمة”.

وأوضحت الدائرة، أن “عملية التلاعب تتم عن طريق قيام الزبون بتحرير صك من حسابه الجاري الذي لا يحتوي على رصيد كاف يغطي مبلغ الصك، وقيام حامل الصك الذي لديه حساب جار بإيداع الصك في حسابه من خلال مقاصة خاصة (حجز هاتفي)”، مبينة أن “إجراءات المعاملة تجري عبر الحجز الهاتفي وتبادل الأرقام السرية التي تؤيد توفر رصيد (وهمي) في حساب محرر الصك والسماح بسحب المبلغ”.