الكويت تكشف عن مخطط ارهابي جديد يهدد أمنها

أعلن جهاز أمن الدولة في الكويت الأربعاء، ضبط مواطنين منضمين إلى تنظيم محظور يرمي إلى هدم النظم الأساسية في البلاد، دون أن يذكر اسم التنظيم الذي من المتوقع أن يكون “داعش” نظرا لعمليات أمنية سابقة كشفت عن استهدافه للبلاد والسعي لتجنيد شباب ومراهقين.

وجاء في بيان نقلته وزارة الداخلية الكويتية “تمكنت الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية مُتمثلة بجهاز أمن الدولة من إلقاء القبض على مواطنين منضمين إلى تنظيم محظور يرمي إلى هدم النظم الأساسية في البلاد، كما أنهم نشروا أفكاره في أحد برامج التواصل الاجتماعي، وعقدوا العزم للخروج من البلاد والالتحاق مع أعضاء التنظيم، وتم إحالتهم إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم”.

ومن المتوقع أن يكون “داعش” الذي سبق أن وجه تهديدات للكويت، هو المقصود بإعلان الداخلية التي لا تذكر عادة اسم التنظيم عند الإعلان عن توقيف وكشف شبكات متورطة بعمليات تستهدف البلاد، وقد سبق أن أعلنت القبض على مواطنين بتهم الانتماء إلى تنظيمات محظورة، والسعي لزعزعة أمن البلاد.

وكانت النيابة العامة الكويتية قد أعلنت في مايو/أيار الماضي حجز مواطن لاتهامه بالانضمام إلى تنظيم محظور والتخطيط لأعمال إرهابية داخل البلاد إذ قام بنشر تسجيلات مرئية ومسموعة لأعمال ذلك التنظيم وأخباره في مواقع التواصل الاجتماعي تأييدا له.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي أعلنت الداخلية الكويتية إحباط مخطط لخلية إرهابية كانت تنوي استهداف دور عبادة تخص الطائفة الشيعية وقتل أشخاص .

ولا يزال البلد يتعرّض لتحرّش تلك التنظيمات ويرى متابعون للشأن الكويتي إنّ تهديد تنظيم داعش للكويت يعزى في جزء كبير منه إلى جوارها الجغرافي مع العراق الذي سبق وأن مثّل مسرحا رئيسيا لنشاط التنظيم ولحربه الدامية.

ويحذر هؤلاء من أن تكون التنظيمات المتشدّدة تبحث عن مدخل إلى الكويت عبر تبني بعض قواه وشخصياته لفكر ديني أقرب إلى التشدّد مشكّلة بذلك أرضية مناسبة لنشر أفكار تلك التنظيمات وإيجاد مناصرين لها خصوصا بين اليافعين من أطفال وشبّان.

وكشفت تحقيقات أجرتها السلطات الأمنية في مارس/آذار الماضي، أن طفلا تواصل عبر تطبيق تليغرام مع عناصر من تنظيم داعش وبايع “أميرهم” وتلقى منهم معلومات بشأن استخدام المتفجّرات. وذلك بعد فترة قصيرة من تفكيك شبكة تابعة للتنظيم كانت تخطّط للقيام بعملية تفجير لأحد مساجد الطائفة الشيعية في البلاد.

ولا يزال الكويتيون يتذكرون قصة الطفل ابن نائب سابق بالبرلمان الكويتي الذي تنظيم داعش في تجنيده قبل نحو أربع سنوات عن طريق لعبة إلكترونية شاركه فيها عبر شبكة الإنترنت عنصر من التنظيم واستدرجه لاحقا لتبني الفكر المتشدّد وطلب منه تجنيد أطفال آخرين بهدف استخدامهم في تنفيذ تفجيرات في دور عبادة ومجمعات تجارية.

وشهدت الكويت في عام 2015 تفجير مسجد الإمام الصادق في منطقة شرق وهو خاص بالطائفة الشيعية اثناء صلاة الجمعة، نتج عن الحادث مقتل ما لا يقل عن 27 شخصا كلهم من الشيعة، وجرح 227 آخرين.

وتبذل الكويت جهوداً كبيرة وبارزة في مكافحة الإرهاب، بالشراكة مع عدد من حلفائها وأصدقائها بالمنطقة ودول العالم، من خلال إجراءات عملية على أرض الواقع، فضلاً عن سن تشريعات وقوانين تجرم الإرهاب.

وفي يونيو/حزيران 2023 وقعت وزارة الخارجية الكويتية مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب مذكرة تفاهم تهدف لتعزيز التعاون في التصدي للإرهاب وتبادل الخبرات في هذا الجانب. وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي السفير حمد المشعان إن “مذكرة التفاهم ستعزز التعاون وتبادل الخبرات وتدريب الشباب والمعنيين بالدولة في مكافحة الإرهاب والتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لدعم الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب”.

ولفت إلى أن وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الارهاب فلاديمير فورونكوف أثنى على دور الكويت في ملف مكافحة الإرهاب، وأن “«مذكرة التفاهم التي وقعت تعد من أهم مذكرات التفاهم التي جرى توقيعها” في هذا الصدد. وتابع أنه جرى الاتفاق على برنامج تدريب للكويتيين وإقامة ورش عمل خاصة في مجال مكافحة الإرهاب كما وجهت دعوة لفورونكوف لزيارة الكويت