رأي الكتاب
العمود الثامن: دولة العشائر

الكاتب /علي حسين
ما يزال العديد من سياسيينا ومسؤولينا يعتقدون أن بلاد الرافدين التي يديرون شؤونها ، تعيش في عصور الجاهلية والكفر ، وقد قيض الله لها رجالا “مؤمنين” ليعيدوها إلى طريق الصواب، ولهذا ليس مهما توفير التنمية والازدهار والتعليم والصحة للناس، فهذه أشياء زائلة لا يجوز الانشغال بها، فمهمتنا اليوم مهمة مقدسة وهي دحر كل القوى التي تنادي ببناء الدولة المدنية، أو نفي كل من تسول له نفسه الحديث عن العلمانية؛ ألم يخرج علينا ذات يوم السيد نوري المالكي ليعلن أنهم جاءوا لدحر الماركسيين والعلمانيين ، وأنهم انتصروا عليهم؟
أخبارنا ياسادة لا تسر عدوا ولا صديقا ، وكان آخرها الغزوة التي قام بها رئيس مجلس محافظة ميسان مصطفى دعير، على احد مراكز الشرطة لإطلاق سراح متهمين لانهم من عشيرته ، ولا يجوز ان يسجن مواطن ينتمي الى عشيرة المسؤول الاول بالمحافظة . فنحن بلاد شعارها تغليب الولاء العشائري على الولاء للقانون ، بل ان العشيرة والطائفة اهم من الوطن عند البعض من كبار مسؤولينا .
يريد لنا البعض اليوم أن نظل غارقين في القضايا المصيرية، كأحقية إيران في التدخل بتشكيل الحكومة والائتلافات الحاكمة ، وقدرة أردوغان على ان يضرب الاراضي العراقية متى ما يشاء ، والسعي إلى استنساخ تجربة افغانستان في التنمية ، لا وجود لقضايا تهم الناس، كالخدمات والأمان والصحة وتطوير التعليم. لا يمكن أن نغفل دورنا الحيوي والمؤثر في مسيرة الشعوب، ولا يليق بالعراق أن يهتم بشؤون مواطنيه.
ياسادة، مبروك عليكم أن لا أحد يستطيع إصدار أمر بالسماح للمواطن العراقي بأن يبدي رأيه في القضايا المصيرية ، وهل هو يوافق على أن يكون لنا أكثر من جيش؟ ومبروك لكم أنكم حافظتم على مكانة العراق على مسرح الكوميديا السياسية.