نشرت صحيفة العرب اللندنية تقريرا بعنوان ” خطاب حكومي عراقي ملتبس يغطي على ميليشيا الحشد ويثير غضب إدارة ترامب” قالت فيه إن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في اتصال مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أكد أن الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية عراقية رسمية تعمل في ظل صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة، في رد غير مباشر على مطالبة واشنطن بحل الحشد الشعبي ونزع سلاحه واستيعابه في مؤسسات الدولة.
وتقول أوساط سياسية عراقية مطلعة للصحيفة إن السوداني هدف من وراء حديثه إلى الوزير الأميركي إلى طمأنة الأحزاب الموالية لإيران التي تسيطر على حكومته، بدلا من تأكيد أن العراق ملتزم ببناء علاقات ثقة مع الولايات المتحدة وكسر حالة البرود مع إدارة الرئيس دونالد ترامب بسبب التباس موقف بغداد التي تريد أن تسترضي إيران وأذرعها في العراق على حساب مصالح البلد الخارجية.
وتشير العرب اللندنية إلى ممارسة الولايات المتحدة ضغوطًا على حكومة السوداني لاتخاذ إجراءات حاسمة بشأن الحشد الشعبي، وتشمل هذه الضغوط مطالب بحلّه أو دمجه في المؤسسات الأمنية العراقية الرسمية بهدف تقليص النفوذ الإيراني في العراق.
وترى واشنطن أن الحشد الشعبي، الذي يعمل تحت مظلة القوات الحكومية ولكنه يضم فصائل موالية لإيران، يشكل تهديدًا لمصالحها الإستراتيجية، وتعمل على تفكيك نفوذه لإضعاف إيران خاصة بعد هزيمة حزب الله في لبنان وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
ويعتبر الأميركيون أن تأجيل عملية تفكيك جهاز الحشد هو رفض واضح لما طلبته واشنطن، وأنه ستتم معاملة بغداد وفق هذا المعطى بقطع النظر عن محتوى التصريحات والالتباس الذي يحف بها للإيحاء بأن السوداني مع الحشد ومع أميركا، وهو ما يفسر تعليق زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى واشنطن.
وخلص التقرير إلى أنه إذا كانت الحكومات العراقية السابقة تحرص في الظاهر على إبداء التفاعل مع مطالب الأميركيين وعرقلتها في الواقع، فإن الوضع يختلف حاليا، ذلك أن إدارة ترامب تتابع كل شيء بدقة ولا تتوانى عن اتهام الحكومة العراقية بأنها “تابعة لإيران” أو مرتهنة بأجندتها في المجال السياسي والأمني والاقتصادي، وأي تلكؤ في محاصرة الحشد الشعبي قد يوتّر علاقة السوداني مع واشنطن ويعيق محاولات إذابة الجليد معها وتأمين زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى أميركا ولقاء ترامب، وهي زيارة معلقة رغم أهميتها بالنسبة إلى السوداني.
