العرب اللندنية: تراجع إخراج القوات الأميركية في سلم اهتمامات القوى الشيعية العراقية

تحت عنوان ” تراجع إخراج القوات الأميركية في سلم اهتمامات القوى الشيعية العراقية” قالت صحيفة العرب اللندنية إنه خفتت بشكل ملحوظ في العراق نبرة الدعوات لإخراج القوات الأميركية من البلاد والصادرة عادة عن الأحزاب والفصائل الشيعية، كما تراجع الحديث في الخطاب الرسمي عن مسار إنهاء مهمة تلك القوات وفق برنامج متدرج ومتّفق عليه، وحلّ محلّه حديث واقعي بشأن وجود تهديدات أمنية تتطلب الاستعانة بخبرات وقدرات دولية لمواجتها، وصولا إلى ترجيح بقاء تلك القوات في العراق، بحسب ما ورد على لسان وزير الخارجية فؤاد حسين.
ويقول التقرير إنه يرجع سبب هذا التغيّر، من جهة، إلى التبدلات التي طرأت على المشهد الإقليمي وما تلقّاه المحور الإيراني الذي تنتمي إليه تلك الأحزاب والفصائل من نكسات في سوريا ولبنان أضعفت موقفه وجعلته في حالة دفاع وبحث عن التوازن، ومن جهة ثانية، إلى وجود إدارة أميركية جديدة بقيادة دونالد ترامب الأكثر حزما ضدّ إيران وأذرعها والمتعاونين معها في الالتفاف على العقوبات الأميركية ضدّها وهو ما ينطبق على العراق الذي تتخوّف قيادته من موجة ضغوط شديدة سياسية ومالية عليه لإجباره على الالتزام بالتنفيذ الحرفي لتلك العقوبات، وكذلك لدفع سلطاته الرسمية إلى تحجيم الأدوار الأمنية والسياسية للميليشيات المسلّحة وصولا إلى حلّها وضبط سلاحها.
ولفت التقرير إلى إن موضوع إخراج القوات الأميركية من العراق مثل على مدى السنوات الماضية مثار خلافات حادّة بين القوى الموالية لإيران التي لطالما دافعت عن انعدام الحاجة إلى تلك القوات، من جهة، والقوى السنية والكردية المعارضة بشكل صريح لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في البلاد بحجة معلنة تتمثّل في تواصل قيام التهديدات الأمنية
لكن حكومة محمد شياع السوداني المهتمة بتجنّب استفزاز الرئيس الأميركي ترامب أصبحت تميل إلى تبني حجّة قيام الحاجة للخبرة والقدرات العسكرية الأميركية في مواجهة تداعيات الوضع المستجدّ في سوريا المجاورة وإمكانية عودة تنظيم داعش إلى النشاط في ظلّ هشاشة الوضع السوري حيث أكّد السوداني خلال استقباله قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق وسوريا الجنرال الأميركي كيفن ليهي مضي بلاده في إنهاء “العصابات الإرهابية” بينما لم يتطرق في بيانه إلى أي مؤشر على جدولة انسحاب القوات الأميركية .