سلطت صحيفة العرب اللندنية الضوء على استيراد العراق أغلب المواد الغذائية من إيران وذلك في تقرير بعنوان “تبعية العراق لإيران في توفير المواد الأساسية تتجاوز الطاقة إلى الغذاء” حيث قالت الصحيفة إن تبعية العراق لإيران في مجال الطاقة بسبب التعويل على الغاز الإيراني في توليد الكهرباء تتعمّق بالتوازي مع الحاجة العراقية لاستيراد المواد الغذائية الإيرانية بسبب المشاكل المتزايدة التي تشهدها عملية إنتاجها محلّيا, وذلك جرّاء التغيرات المناخية وندرة المياه المؤثّرة بعمق على القطاع الفلاحي في العراق وتراجع الصناعات الغذائية في البلد.
وأشارت الصحيفة إلى أرقام إيرانية نشرت حديثا أظهرت حلول العراق في المرتبة الأولى من حيث الدول المستوردة للمنتجات الغذائية والزراعية الإيرانية، حيث بلغت قيمة ما استورده خلال العام الماضي قرابة الملياري دولار.
وقال مراقبون للصحيفة إن موضوع تبعية العراق لإيران في مجال المواد الأساسية والسلع الاستراتيجية لا يخلو من بعد سياسي يتمثّل في هيمنة قوى عراقية ذات ارتباطات وثيقة بإيران على مقاليد الدولة العراقية، الأمر الذي يجعل لطهران رعاة أمناء لمصالحها في العراق وعلى حساب المصلحة العراقية بحدّ ذاتها في كثير من الأحيان, مشيرين إلى أن كثيرا من تلك القوى النافذة تفضل مواصلة استيراد مختلف السلع والمواد بما في ذلك ذات الاستهلاك اليومي الواسع، من إيران على إنتاجها محلّيا رغم توفّر الوسائل ووجود الظروف الملائمة لذلك.
وأضافت العرب اللندنية أن ذلك ينطبق بشكل أوضح على ملفّ الغاز المستخدم في توليد الطاقة الكهربائية، حيث كثيرا ما توجّه أصابع الاتهام للأحزاب والفصائل الشيعية التي حكمت العراق في عرقلة مشاريع لاستغلال الغاز المصاحب لاستخراج النفط من الحقول العراقية والذي يتمّ حرقه رغم أن كمياته تكفي لتعويض الغاز المستورد من إيران والاستغناء عنه.
