العرب اللندنية: بارزاني في بغداد: تسوية شاملة للخلافات أم انحناءة مؤقتة

نشرت صحيفة العرب اللندنية تقريرا بعنوان ” بارزاني في بغداد: تسوية شاملة للخلافات أم انحناءة مؤقتة” قالت فيه إن زيارة مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى بغداد جذبت الأنظار لكونها تأتي بعد ست سنوات من الجفاء مع الطبقة السياسية الحاكمة في العراق، ما أوحى بأن تطورا لافتا قد حصل في علاقة إقليم كردستان العراق مع الحكومة المركزية.
وتعتقد أوساط سياسية عراقية متابعة للزيارة تحدث للصحيفة بأن الهدف منها هو تتويج التفاهمات الجزئية، التي حصلت في الفترة الأخيرة وطالت ملفات متعددة، بتسوية شاملة بين الإقليم والمركز.
وقالت الصحيفة إن القوى الشيعية، التي مكنت بارزاني من حضور اجتماع داخلي للإطار التنسيقي، تهدف إلى جر القيادة الكردية إلى مربع التسوية عن طريق تنفيذ تعهدات قديمة وبمستوى الحد الأدنى، وهي تعرف أن الإقليم لم يعد قادرا على التحرك بمفرده خاصة بعد نجاح الحكومة المركزية في منعه عن طريق القضاء من تصدير النفط والاستئثار بعائداته دون رقيب ولا حسيب.
وتراهن الحكومة المركزية والأطراف المتحكمة فيها على أن الإقليم ليس لديه من حل سوى القبول بعرضها الخاص بالموازنة وكيفية إدارة ملف النفط تحت رقابة حكومة السوداني، وأن وجود مسعود بارزاني في بغداد سيسهل التسوية لكونه صاحب القرار الأخير في إقليم كردستان، وما يقبل منه لا يقبل من غيره، إذ لا يمكن لرئيس الإقليم الحالي نيجرفان بارزاني ولا لرئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني المغامرة بالتصديق على تسوية غير عادلة.
ويعتقد العارفون بشخصية بارزاني، الذي يتقن المناورة، أن موقفه الحالي لا يعدو أن يكون انحناءة مؤقتة تهدف إلى إخراج الإقليم من الحصار المالي المفروض عليه بعد توقف النفط وتلكؤ بغداد في تحويل الموازنة ودفع الرواتب، ما قاد إلى توتر كبير في الإقليم يمكن أن يتحول إلى احتجاجات عاصفة.
وبينت الصحيفة أن توقيت الزيارة مدروس من بارزاني، وأن الهدف منه الإيحاء بانفراجه مالية قبل الانتخابات التشريعية في الإقليم التي قد يخسر فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني مواقع مهمة لفائدة خصمه الاتحاد الوطني أو الأحزاب الصغيرة المختلفة التي استفادت شعبيا من فشل سياسات قيادة الإقليم. وعبّر السوداني، خلال استقباله رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني عن “الترحيب بزيارة بارزاني”.