تحت عنوان ” العملية العسكرية التركية بشمال العراق تتحرر من قيد السقف الزمني وتتحول إلى احتلال دائم ” قال تقرير لصحيفة العرب اللندنية إن التطورات العاصفة في منطقة الشرق الأوسط صرفت الأنظار عن العملية العسكرية واسعة النطاق التي بدأتها القوات التركية منذ أشهر ضدّ مقاتلي حزب العمال الكردستاني في مناطق شمال العراق
وقال التقرير إن تصعيد الحرب الإسرائيلية في غزّة ولبنان، حولّت الحربَ التركية ضدّ الحزب داخل الأراضي العراقية إلى حرب منسية متحرّرة من أي سقف زمني وبصدد التحوّل إلى احتلال دائم لأجزاء من تلك الأراضي.
وأشار التقرير إلى أن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا تكشف عن المدد التي قد تستغرقها عمليتها العسكرية الحالية وتغفل بشكل كامل أي إشارة إلى سحب قواتها من العراق، في وقت تواصل فيه تلك القوات بالإضافة إلى عملياتها الحربية ضد الحزب تركيز بنية تحتية عسكرية ولوجستية تظهر نيتها الاستقرار في المناطق التي دخلتها ويمتد بعضها إلى عشرات الكيلومترات في عمق الأراضي العراقية.
واكتفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق بالحديث عن المدّة الزمنية التي ستستغرقها إقامة حزام أمني لبلاده على الحدود مع العراق لكنه أهمل أي إشارة إلى موعد أو حتى إمكانية سحب قواته بعد استكمال إقامة الحزام المذكور.
وانقضت أشهر الصيف ولا تزال القوات التركية تواصل إقامة النقاط العسكرية الثابتة داخل الأراضي العراقية وتقوم بربطها فيما بينها ومع أراضي تركيا بشبكة من الطرقات.
واضاف أن المصالح الاقتصادية ومساعي العراق إلى حلّ مشكلة المياه التي تساهم تركيا في خلقها له من خلال حجزها للمزيد من مياه نهري دجلة والفرات في سدودها، هي ما يقف وراء حرص بغداد على تطوير علاقاتها مع أنقرة في مختلف المجالات، حيث يأتي التعاون الأمني ضدّ حزب العمال الكردستاني، بحسب العديد من الملاحظين، بمثابة محاولة لمقايضة المياه والمصالح الاقتصادية بالأمن.
لكن ما يفتقر إليه العراق في تحرّكاته المفهومة باتجاه تركيا هو الحصول على ضمانات ملموسة لبلوغ أهدافه وتحصيل حقوقه من نظام تركي أبدى منذ وصول الرئيس الحالي أردوغان إلى سدّة الحكم قدرا كبيرا من الاندفاع والتشدّد في سياساته الإقليمية، لاسيما ما يتعلّق منها بالجارين سوريا والعراق.