تحت عنوان “مأسسة الفساد في العراق” نشرت صحيفة العربي الجديد تقريرا جاء فيه إن الحكومات العراقية السابقة منذ أولاها وظفت أموال البلد لتثبيت دعائمها وأن انبثاق هذه الحكومات من أحزاب وقوى سياسية وزعامات دينية حولها إلى مافيا أصبحت تدير تجارة بمليارات الدولارات، وتشابك السياسي مع الاقتصادي، وما عاد الفرز بينهما أو فك هذا التشابك ممكنا.
وقالت الصحيفة إن السوداني خلال خطابه أمام الأمم المتحدة تناسى وهو يدعو المجتمع الدولي إلى التكاتف من أجل مكافحة الفساد، أن هذا الملف تشترك فيه بالدرجة الأولى حكومته ممثلة بالأحزاب التي تدعمها، والتي انبثقت منها هذه الحكومة قبل نحو عام, كما تناسى أن ملفات الفساد التي بدأت تظهر على سطح الأحداث العراقية لا تحتاج إلى مجتمع دولي للمساعدة.
وأضافت العربي الجديد أن الفساد كان المحرّك الأساس لانتفاضة تشرين لكنها قوبلت بالقمع وحتى لا تتكرّر الانتفاضة، فتحت حكومة محمد شيّاع السوداني أبواب التوظيف، لأنها تدرك جيدا أن ذلك سيكون ضمانة لها بوجه أي “تشرين” أخرى، وأنه بغضّ النظر عن حاجة العراق لجيوش أخرى من العاطلين من العمل، بل أكثر من ذلك، بدأت الحكومة تدعم القوى الشبابية المعارضة للعملية السياسية بالمال الفاسد من أجل تحييدها.