عاد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، هذه المرة من مدينة النجف في خطاب جديد لا يختلف عن سابقات ليردد الشعارات ذاتها التي باتت تفقد معناها مع كل تكرار. السوداني قال إنه حرص في برنامجه الحكومي على مبادئ المرجعية، وأهمها محاربة الفساد، وحصر السلاح بيد الدولة، والحفاظ على كيانها لكن الواقع على الأرض يكشف تناقضاً صارخاً بين ما يُقال في المنابر، وما يحدث فعلياً في الشارع العراقي، وبحسب مراقبين ان تصريحات السوداني، وإن جاءت تحت عباءة المرجعية، لم تعد تقنع جمهوراً أنهكته وعود السلطة، فملف الفساد لم يشهد أي قفزة نوعية، والمواطن يسمع عن لجان تحقيق لا نتائج لها، في حين ان حصر السلاح بيد الدولة، فقد أصبح مجرد حلم في دولة تتعدد فيها مصادر القوة، وتغيب هيبة القانون، مؤكدين على ان ما قاله السوداني في النجف لا يمكن فصله عن سجل حافل بالتناقضات، حيث تُرفع شعارات بناء الدولة، بينما تُدار الدولة بعقلية المحاصصة والتسويات والترضيات