أبدت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، يوم الثلاثاء، استعدادها لتقديم المساعدة في إخماد الحرائق المندلعة منذ أيام في غابات الساحل السوري والتي تسببت بخسائر واسعة في الغطاء النباتي، وسط صعوبات كبيرة في السيطرة عليها، مما أثار مخاوف من تفاقم الأضرار البيئية والاقتصادية في البلاد التي تعاني منذ سنوات من تداعيات الأزمة والحرب.
وأصدرت هيئة البيئة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، بيانًا ورد لوكالة شفق نيوز، أعربت فيه عن تضامنها مع سكان المناطق المتضررة، ووصفت الحرائق بأنها “كارثة بيئية متفاقمة تتجاوز في أضرارها مجرد التأثير الطبيعي”.
وأشارت إلى أن تلك الحرائق “لا تقل ضراوة عن الحرب التي دمرت سوريا، لما لها من آثار اجتماعية وبيئية، بما في ذلك تهجير السكان وإبادة الحياة الطبيعية”.
وأشارت إلى أن “البيئة السورية تعرضت منذ عام 2011 لأضرار كبيرة بسبب العمليات العسكرية والقصف العشوائي، إلى جانب ضعف الإمكانات التقنية والمادية، مما زاد من هشاشة المنظومة البيئية”.
وأكدت الهيئة استعدادها لتقديم “أنواع المساعدة الممكنة كافة لإطفاء هذه الحرائق ومنع تفاقمها”، داعية المجتمع الدولي والمنظمات البيئية إلى “التدخل ودعم الجهود المبذولة في حماية الغابات ومنع تكرار هذه الكوارث”.
وبينت أن “الحفاظ على البيئة ضرورة حيوية تتعلق بصحة الإنسان ومستقبل الأجيال القادمة”.
وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في سوريا رائد الصالح، قد كشف في وقت سابق، أن بلاده تواصلت مع الاتحاد الأوروبي، وطلبت مساندته في إخماد حرائق ريف اللاذقية المتواصلة لليوم السادس، موضحاً أن طائرات إطفاء من قبرص ستتدخل اليوم للمساهمة في إطفاء النيران.
وصرح المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، آدم عبد المولى، في بيان أن الحرائق سريعة الانتشار في محافظة اللاذقية الشمالية الغربية “أجبرت مئات العائلات على الفرار من منازلها، بينما تعرضت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والبنية التحتية الحيوية للتدمير”.
وقال إن فرق الأمم المتحدة “تجري تقييمات عاجلة لتحديد حجم الكارثة وتحديد الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا”.
وانضمت فرق لمكافحة الحرائق من تركيا والأردن إلى فرق الدفاع المدني السوري، مقدمة الدعم الجوي بالمروحيات.
ودمرت الحرائق”مئات الآلاف من الأشجار التي تغطي مساحة تقدر بعشرة آلاف هكتار (38.6 ميلا مربعا).
وقد أعرب الدفاع المدني السوري عن مخاوفه بشأن وجود ذخائر غير منفجرة متبقية من الحرب الأهلية في البلاد التي استمرت قرابة 14 عاما في بعض مناطق حرائق الغابات.