شهدت وسائل الإعلام المصرية، يوم الاربعاء، جدلاً واسعاً عقب قيام مؤسسة الأزهر أمس بحذف بيان مطول وجه خلاله شيخ الجامع الأزهر أحمد الطيب نداء عالمياً للتحرك الفوري لإنقاذ غزة من المجاعة القاتلة.
وأكد بيان الأزهر المحذوف، أن “الضمير الإنساني بات على المحك في ظل استمرار قتل الفلسطينيين في غزة”، محذراً من أن “كل من يدعم إسرائيل بالسلاح أو يساندها بالقرارات يعد شريكاً مباشراً في الإبادة”.
وعاود الأزهر ظهر اليوم، ونشر على صفحته بياناً منسوباً لمركزه الإعلامي قال فيه إنه “تابع ما أثير من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن البيان المتعلق بالأوضاع في غزة”، موضحاً أن “هذا القرار جاء انطلاقاً من المسؤولية التي يتحملها الأزهر أمام الله عزّ وجل تجاه قضايا أمتينا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ونصرة أهل غزة المستضعفين”.
وأوضح الأزهر أنه “بادر بسحب بيانه بكل شجاعة ومسؤولية أمام الله حين أدرك أن هذا البيان قد يؤثر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء، وحتى لا يُتخذ من هذا البيان ذريعة للتراجع عن التفاوض أو المساومة فيها”.
وأكد أنه “آثر مصلحة حقن الدماء المسفوكة يومياً في غزة، أملاً في أن تنتهي المفاوضات إلى وقف فوري لشلالات الدماء، وتوفير أبسط مقومات الحياة التي حرم منها هذا الشعب الفلسطيني المظلوم”.
واختتم الأزهر بيانه قائلاً إنه إذ “يؤكد ذلك الأمر بكل صدق ومسؤولية أمام الله فإنه يدعوه -عز وجل- أن يُنزل على أهل غزة مزيداً من الصبر والصمود والسكينة، وأن يحرسهم بعينه التي لا تنام، إنه وليّ ذلك والقادر عليه”.
وكانت مصر قد رحبت بالبيان الصادر عن وزراء خارجية 25 دولة بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية، وما تضمنه من مطالبة واضحة بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وإدانة للممارسات الإسرائيلية في القطاع ومنع الاحتلال الإسرائيلى توفير المساعدات الإنسانية لسكان القطاع المدنيين.
وأعلنت مصر دعمها بشكل كامل لموقف الدول الرافضة لمقترح نقل الفلسطينيين لما يسمى “مدينة إنسانية”، وموقفها الواضح من رفض تهجير الفلسطينيين باعتباره انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.