تحولت مدينة الكوت إلى ساحة مأساة انسانية بعدما ارتفعت حصيلة ضحايا حريق هايبر ماركت إلى اكثر من سبعة وستين شهيدا أغلبهم من الشباب والعائلات التي كانت تتسوق في المكان لحظة اندلاع النيران.
وبحسب مصدر أمني إن الحريق اندلع بسرعة مذهلة داخل المبنى بسبب غياب منظومات الإطفاء والتجهيزات الأساسية للسلامة، فيما تأخرت فرق الدفاع المدني لأكثر من نصف ساعة للوصول إلى الموقع، وسط حالة من الارتباك ونقص صارخ في المعدات، وذكر شهود عيان لم تكن هناك مخارج طوارئ فعّالة، ولا إنذار حريق، حتى المطافئ اليدوية كانت فارغة بمعنى ان الحكومة تركت العوائل تموت حرقا، ويرى مراقبون انه في بلد تسرق فيه المليارات ما تزال مدنه تفتقر لأبسط مقومات السلامة، وما تزال أرواح المواطنين تُزهق نتيجة الإهمال الحكومي المزمن، والتقاعس في تنفيذ شروط السلامة العامة، والتغاضي عن مخالفات أصحاب المشاريع التجارية الكبرى، مؤكدين ان دماء شهداء الكوت لن تجف قبل أن تفضح كل فاسد ومهمل إنها ليست مجرد حادثة عرضية، بل جريمة متكاملة الأركان.